بلغت الاستعدادات ذروتها في داخل أروقة الحكومة للمشاركة في جلسة المفاوضات المقبلة مع قطاع الشمال، والتي كشفت بشأنها مصادر موثوقة ل((الصحافة)) انها ستنطلق منتصف ديسمبر الجاري بأديس أبابا، بينما تشير التكهنات إلى إضافة آخرين جدد من المنطقتين ربما تشمل اللواء عبد الباقي قرفة المنشق عن الحركة الشعبية باسم ((جبهة جبال النوبة – أصحاب القضية الحقيقيين)) وآخر من النيل الأزرق لم يحدد هويته بعد، ولا تتوقع مصادر ((الصحافة)) إجراء تغيير يحجب أي من أعضاء الوفد السابق نسبة للتجانس والتنسيق المحكم بينهم، وينطبق ذلك على الدكتور حسين حمدي الذي ذهبت به قرارات رئاسة الجمهورية في ولاية غرب كردفان، ولكنه سيظل عضواً بالوفد باعتباره ممثلاً للمؤتمر الوطني حاله حال رئيس الوفد الحكومي المفاوض الدكتور إبراهيم غندور. إلا أن جولة المفاوضات المقبلة ذاتها لن تتجاوز تلك الثوابت التي اتفق عليها الطرفان في آخر جلسة قبل انهيارها في 26 أبريل الماضي حسب مراقبين، بينما لا تنفصل كذلك دون الوقوف على مجمل الأوضاع الحالية في جنوب كردفان والنيل الأزرق، فالعمليات العسكرية التي يدور رحاها قد تجاوزت الرقعة الجغرافية للمنطقتين، كادت أن تقلب بها الجبهة الثورية الطاولة على الحكومة، فقد اتسعت رقعة الحرب بإدخال مناطق جديدة بشمال وغرب كردفان والمتمثلة في ((جبل الداير، وأبوكرشولا، أم روابة، أبوزبد))، كما لا تنفصل الجولة بذاتها من دون وضع اعتبار لجولة قيادات الجبهة الثورية الأوروبية واجتماعات أروشا وأم جرس وتطور العلاقات بين دولتي السودان وجنوب السودان وما انعكس عليها من إجراءات داخلية لكل منهما والحوارات السودانية اليوغندية خاصة فيما يتعلق بجيش الرب، والوساطة الجنوب أفريقية وزيارة رئيس الوزراء الأثيوبي للسودان اليوم. فالعمليات العسكرية التي تقودها الجبهة الثورية في مناطق غربي الدلنج في ((كجورية، فندا، كرمتى، كلارا، والي، كاركو، النتل، سلارا، جلد، حجر سلطان، الفوس، ككرا، كتلا، تيمين، المندل، الصبي)) وفي محليتي رشاد العباسية في ((جمجكة، المريب، أبو الحسن، العرديبة، الفرشة))، قد دخلت في مرحلة معقدة جداً من حيث الأوضاع الأمنية والإنسانية كما يقول مراقبون في ظل صمت وتكتم إعلامي شديد، إلا أن اخطر مافي هذه العمليات أن المواطنين أصبحوا دروعاً بشرية لقوات الجبهة الثورية في ظل عمليات عسكرية نشطة وظروف إنسانية حرجة انقطع فيها الزاد والعتاد وتكاثرت بموجبها أعداد النازحين في منطقتي ((تيري)) بمحلية رشاد و ((أم مرحي)) في محلية العباسية وربما تشمل مناطق أخرى، الا أن رئيس الجانب الإنساني الدكتور سليمان عبد الرحمن أكد جاهزية الحكومة وتحسباتها لأي طارئ، بينما لم تخف الحكومة عملياتها العسكرية، فقد أعلنت جاهزيتها للتفاوض والحرب في أن واحد وإنها الآن تقاتل لإخراج قوات الجبهة الثورية من جنوب كردفان، وتعني بذلك فصل قضيتي دارفور والمنطقتين. ولكن هل من جدية لدي الطرفين لحل المشكلة في المنطقتين؟ أكد عضو وفد التفاوض الدكتور حسين كرشوم في حديثه ل((الصحافة)) أن الحكومة أكثر جدية للتفاوض لحل المشكلة في المنطقتين، وقال انها قد أعلنت ذلك على قمة قياداتها بغرض الوصول لاتفاق ((شامل)) بما فيه وقف شامل لإطلاق النار والترتيبات الأمنية والعمليات الإنسانية ومن ثم السياسية، الا أن كرشوم عاد مشدداً على ضرورة ((الوقف الشامل لاطلاق النار)) أولاً، وير حسين أن العمليات الإنسانية التي ظل ينادي بها قطاع الشمال شيء عرضي وليس الأصل، مؤكداً بأن الأصل هو إيقاف الحرب، أما بشأن الجبهة الثورية وتأثيراتها على مجريات التفاوض، يؤكد كرشوم بأن منبر أديس أبابا خاص لحل المشكلة في المنطقتين وفق مرجعيات التفاوض التي وقعت عليها الحكومة وتتمثل في ((برتوكول المنطقتين، وقال انها المرجعية الرئيسة لكل المفاوضات، وقرار مجلس الأمن الدولي ((2046))، ومن ثم قرارات مجلس السلم والأمن الأفريقي بتاريخ 12 مارس 2012م)). الحركة الشعبية لتحرير السودان ((قطاع الشمال)) من جانبها، أكدت على لسان أمينها العام ياسر عرمان من لندن بانها ستذهب إلى مفاوضات أديس أبابا بناءً على دعوة رئيس الآلية الرفيعة ثامبو أمبيكي لها، وقال عرمان انه علم نم أطراف من المجتمع الدولي بأن أمبيكي سيدعو إلى جولة جديدة من المفاوضات بين الحركة الشعبية والحكومة السودانية وفق قرار مجلس الأمن ((2046)) في 11 ديسمبر الجاري وحتى الخامس عشر منه، إلا أن عرمان أكد بأن وفده سيذهب للتفاوض لكشف وفضح النظام أمام المجتمع الأفريقي والدولي كنظام عاجز عن تقديم أي حلول سياسية وسلمية، واصفاً إياه ب((المفلس سياسياً وعاجز عسكرياً))، وقال انه يستخدم منابر التفاوض للمناورة والعلاقات العامة، إلا أن عرمان عاد مؤكداً بان مستقبل الحركة الشعبية يكمن في تطوير الجبهة الثورية والوصول إلى تحالف شامل لقوى المعارضة وتغيير النظام في الخرطوم وليس في الركون للحلول الجزئية. نقلاً عن صحيفة الصحافة 2/12/2013م