يجأر العشرات إن لم يكن المئات من سكان الجنوب السوداني من ما يسمونها جرائم (أسوأ من جرائم الحرب)، على حد وصفهم يرتكبها أفراد الجيش الشعبي في حقهم مستغلّين سلطاتهم وبنادقهم الآلية سريعة الطلقات!! ففي ولاية الاستوائية الوسطى، وتحديداً بمدينة تركاكا فإن مواطنين عديدين قالوا ان الجيش الشعبي ابتكر مؤخراً جرائم اغتصاب الفتيات في قرى ومناطق واسعة من الولاية، ويقول أحد شهود العيان وهو من أعيان المنطقة هاتفته (سودان سفاري) ان الاغتصاب لا يقتصر على الفتيات الصغيرات، وإنما بات يشمل النساء المتزوجات إمعاناً في إذلالهن واذلال أسرهن وأزواجهن وهي إستراتيجية حسبما يشير مهاتفنا قصد منها الجيش الشعبي وقادة الحركة الشعبية تمريغ أنف المواطنين تمهيداً لإجبارهم إجباراً للتصويت لصالح الحركة بعد أن برزت مخاوف من منافسة المرشحين المستقلين الذين فاق عددهم ال(350) مرشحاً لا يزالوا يشكلون تهديداً خطيراً ومباشراً لمرشحي الحركة الشعبية. وقد تلقت (سودان سفاري) مهاتفات عديدة من ولايات جنوبية مختلفة تتحدث عن ذات الموضوع وحين تساءلت (سفاري) عن سر صمت هؤلاء اكتفوا بالقول انهم وجدوا تشجيعاً للتحدث في الامر بعد أن علموا أن بعض الضحايا المجنى عليهن أوصلوا الامر الى احدى الصحف ويبدو انها صحيفة (ذا سيتزين)، وأن الصحفية تحمست لنشر الحادث ومن ثم بدأ لهم انهم ليسوا هم الضحايا وحدهم. وما من شك أن قيادة الجيش الشعبي وقادة الحركة الشعبية يعلمون علم اليقين بهذه الجرائم النكراء التي تفوق فيها أفراد الجيش الشعبي على الجيش الصربي في يوغسلافيا السابقة حين كانوا يغتصبون النساء البوسنيين بشراسة. وما من شك أيضاً أن قيادة الحركة لو كانت لديها النخوة والشهامة ولو في حدها الأدنى لاتخذت قرارات صارمة تقضي بمحاكمة هؤلاء الجنود محاكمات حازمة تضع حد لهذا السلوك البشع الذي لم تعرفه التقاليد السودانية في تاريخها الطويل البتة. ويثور التساؤل الآن حول ما اذا كان سكوت قيادة الحركة الشعبية عن هذه الجرائم بعد ما نشرت بعضها – أو فلنقل (شئ قليل للغاية منها) صحيفة ستيزين وحول ما اذا كان المجتمع الدولي سواء المنظمة الدولية الموجودة بمكاتبها في الجنوب أو المنظمات الطوعية الموجودة بالعشرات في الاقليم على علم بهذه الجرائم وتلزم الصمت اذ ليس من السهل أن يرد حديث كهذا في صحف محلية قريبة من الحركة الشعبية ومع ذلك لا نسمع حسّاً للقيادة ولا ادانة من المجتمع الدولي، ولا جعجعة أو طحيناً من أحد!!، لقد أصبح الجيش الشعبي أداة ماسخة من أدوات اذلال المواطنين الجنوبيين وقد رأينا كيف نشر هذا الجيش اسلحته وسط الآمنين وأصبح مهدداً لهم ثم رأنا كيف قاد قبل أيام حرباً ضروساً ضد قبائل المسيرية وها هو الآن يقود حرباً (من نوع مختلف) ضد المواطنين الجنوبيين – وللأسف الشديد – ضد الفتيات والنساء، متخذاً إستراتيجية الاغتصاب من أجل الإنتخاب!!