أكد الرئيس السوداني المشير عمر البشير ، أن بلاده لن تسمح بأي عمل ضد جوبا من داخل أراضيه، في حين رفض نظيره الجنوبي سلفاكير ميارديت مطالب المتمردين بقيادة نائبه المقال د.ريك مشار بالإفراج عن معتقلين سياسيين في بلاده. وقال الرئيس السوداني في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس دولة جنوب السودان في جوبا ، خلال زيارة للجنوب استغرقت ساعات ، إن زيارته للدولة الجارة تأتي في إطار اهتمامهم بما يدور فيها ، وبحث ما يمكنهم تقديمه لإعادة الأمن والاستقرار في جنوب السودان. ونفى البشير دعمه لأي قوى معارضة في أي بلد مجاور للسودان ، وقال في هذا الخصوص "لن نسمح لأي أحد في السودان أن يعمل ضد حكومة جوبا انطلاقاً من أراضينا" ، وأضاف "لقد قبلنا بتقسيم السودان لدولتين من أجل السلام ، وقناعتنا الآن هي أن العمل المسلح لا يحل قضية، ولابد من الجلوس على طاولة الحوار والوصول لاتفاق". وأكد الرئيس البشير أن السودان قرر عدم دعم أي معارضة لأي دولة مجاورة ، لأن ذلك سيساهم في تضييع المصالح. وأبدى الرئيس البشير استعداده لاستقبال النازحين الفارين من القتال في جنوب السودان ، مشيراً إلى أن أي مشكلة تحدث في جنوب السودان تنعكس على الخرطوم ، وقال إنه وجه الأجهزة الحكومية في بلاده لاستقبال العائدين من جنوب السودان داخل الأراضي السودانية ومعاملتهم كمواطنين سودانيين وليسوا لاجئين. من جهته قال رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت في المؤتمر صحفي في ختام الزياره القصيرة للبشير لجوبا "نحن مستعدون للتفاوض مع مشار، ولكن دون شروط مسبقة من طرفهم ولن نفرج لهم عن معتقليهم إلا وفق القانون وبعد تحديد المسؤولين عن قتل الكثير من المواطنين". وأكد رئيس جنوب السودان سيطرة الجيش الحكومي على الوضع الأمني في جوبا ، وقال إنه سيتخلص من كل العناصر غير المنضبطة في حزب الحركة الشعبية الحاكم. يذكر أن المفاوضات الجارية بين جوبا والمتمردين بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، برعاية الهيئة الحكومة للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيقاد)، التي تضم السودان، تشهد تعثراً بسبب تمسك المتمردين بإطلاق سراح المعتقلين في الأحداث الجارية منذ 15 ديسمبر الماضي شرطاً للدخول في تفاوض على وقف لإطلاق النار. ويسيطر المتمردون على عواصم ولايات مهمة مثل جونقلي الشرقية والوحدة النفطية، إلى جانب المداخل الرئيسة المؤدية إلى ولاية أعالي النيل شمالي البلاد. وأعلن مشار قبل يومين أنهم يستعدون لمهاجمة العاصمة جوبا من اتجاهين بعد استيلائهم على عدد من البلدات القريبة منها.