حتي الآن فان انجازات عديدة علي أصعدة مختلفة أنجزها الموفد الأمريكي الخاص إلي السودان سكوت غرايشن, إذ بحسب ما توفر من أبناء من مصادر قريبة من المحادثات التي يجريها غرايشن في الخرطوم في زيارته التي بدأت الأسبوع الماضي فان غرايشن أمكنه حل أزمة الشريكين المؤتمر والحركة بشأن قضايا خلافية ثارت منذ رفض الحركة لنتائج الإحصاء السكاني الخامس وقد قدم غرايشن في هذا الصدد مقترحا بأن تتم زيادة عضوية البرلمان من (450) إلي (510) عضو ليتاح المجال للحركة الشعبية التعويض عن الفارق في نسبة نيفاشا 2005 والنسبة الحالية التي أفرزها الإحصاء السكاني. وتقول مصادر دبلوماسية في الخارجية السودانية إن الطرفين – المؤتمر والحركة- قبلا المقترح الأمريكي مبدئياً, كما أن الموفد الخاص, من ناحية ثانية ناقش قضية المفاوضات المرتقبة في الدوحة لحل الأزمة في دارفور, وقد أولي غرايشن اهتماماً خاصاً لهذا الملف, ومن المنتظر أن تكون قد اكتملت كافة التدابير والإجراءات التي اتخذت لضمان نجاح المفاوضات. وهكذا يمكن القول إن زيارة غرايشن الأخيرة أسهمت بقدر مقدر في دفع المسيرة السلمية السياسية في السودان وفقا للإستراتيجية التي اعتمدتها إدارة أوباما مثل أسبوعين ولم يتعرض غرايشن- كما لاحظ المراقبون- لقضية الجنائية الدولية لأمن قريب ولا من بعيد مما يدلل علي أن إدارة أوباما ما تعمل بالفعل وفقا للإستراتيجية التي وضعتها والتي تستند علي أن أي إثارة لقضية الجنائية من شأنها تعقيد الأوضاع في السودان في وقت لا تحتمل فيه هذه الأوضاع التعقيد الذي تعيشه من الأساس. ويقول محللون مهتمون بالشأن السوداني الأمريكي إن زيارة غرايشن التي تجئ عقب إقرار الإستراتيجية الأمريكيةالجديدة أضفت مناخاً من التفاؤل والارتياح داخل القيادة السودانية إذ كما قال أحد هؤلاء المحللين - دون الكشف عن اسمه- إن هذه ربما كانت هي المرة التي تستشعر فيها الحكومة السودانية منذ عشرين عاما قدر من المصداقية والجدية في سياسة واشنطن تجاه الخرطوم وقد حرص الدكتور غازي الذي أجري محادثات مطولة مع غرايشن علي أن يؤكد للصحفيين عقب المحادثات أن الخرطوم تري أن علي واشنطن أن تفعل الكير بأكثر مما تقول, وانه في القاموس السياسي السوداني لا جود لعبارة حوافز وإنما هي حقوق يتمسك بها السودان في علاقاته الدولية تجاه الدول التي تربطه بها مصالح معنية. وبدا غرايشن وفقا لما لمسه الإعلام السوداني عموما أكثر تفاؤلا هو أيضا بإمكانية مضي علاقات السودان والولايات المتحدة بسلامة وهدؤ إلي غاياتها خاصة وان غرايشن كما قال في تصريحات له يستشعر جدية مماثلة من الجانب السوداني, ولم يشأ غرايشن الإشارة إلي ما بحثه مع قادة حكومة جنوب السودان في زيارته إلي عاصمة الجنوبجوبا ولكن مصدر مطلع بحكومة الجنوب قال إن غرايشن حث القادة الجنوبيين علي ضرورة الحرص علي إنفاذ اتفاق نيفاشا بكل بنوده وان الانتخابات العامة واحدة من أهم هذه البنود مما يفهم منها إشارة ضمنية إلي أن واشنطن لا تؤيد السلوك الذي تنتهجه الحركة بمقاطعة أعمال البرلمان والجهاز التنفيذي وان علي الحركة أن تعمل (بفاعليه) لإنقاذ بنود الاتفاق وصولا إلي حق تقرير المصير في عام 2011.