القراءة المتأنية والعميقة لخطاب السيد رئيس الجمهورية الذي ألقاه منتصف الأسبوع الماضي تؤكد أن المجموعة التي أعدت الخطاب كانت مدركة وواعية لكل حرف كتبته ابتداء من مقدمة الخطاب " وكان لابد أن تكون سنوات الفترة الانتقالية الست فترة تمهل في الوثوب الي غمار هذه المرحلة الجديدة سبب هذا التمهل هو ان الحزب وحكومته وقد بذلا عقداً منصفاً وكريماً وناظراً للمستقبل. القضايا التي ركز عليها الخطاب وهي قضية السلام ، حرية الترتيب السياسي الحر، الخروج بالمجتمع السوداني من ضعف الفقر الي أفق إعداد القوة المستطاعة، إنعاش الهوية السودانية التاريخية، كلها قضايا ذات أولوية وتندرج تحتها كثير من التفاصيل التي يمكن الحوار حولها علي طاولات الحوار التي يمكن أن يتفق حولها الفاعلون الحقيقيون. ففي قضية السلام رأي الخطاب ان وقف الحرب الأهلية خطوة نحو سلام المجتمع خطوة ضرورية لا غني عنها ولا يمكن إسقاطها أو اعتسافها إذا كان للسودان ان ينهض حقاً لذلك فإن ابتدار النهضة لا يمكن تصوره إلا بجعل السلام أولوية غير تالية لسواها علي أهمية الثلاث الأولويات الأخريات فهن يأتين ترابطاً وتراتباً مع العمل لترسيخ السلام وترسيخ السلام لن يتم بالإجراءات فقط بل لابد ان تصدر القوي السياسية والناشطون الفاعلون في الحياة العامة عن السلام فكراً ومبدأ. حرية الترتيب السياسي أو المجتمع السياسي الحر أعطاها الخطاب حقها ومرجعيتها والمؤتمر الوطني كما قال الخطاب لم يقم منذ ان قام بمختلف التسميات التي تسمي بها إلا علي أساس الحرية السياسية وان الأمر شوري يستوي في هذا شأنه الداخلي ممارسة والخارجي خطابه وتصديه وابتداؤه وإذا صار إليه أمر الحكم فأن هذا المرجع الرئيسي لا ينبغي الانحراف عنه أبداً وإذا قدر له برأي السودانيين وطوعهم مواصلة الحكم فبهذا العهد وإلا فهو عهد أيضاً. القضية الثالثة التي أولاها الخطاب أولوية هي الخروج بالمجتمع السوداني من ضعف الفقر الي أفق إعداد القوة المستطاعة الضيق بالمعيشة هذه المرة ليس حنيناً الي ماض بسيط سهل ولكنه تطلع الي الأحسن إذ انه بدون الادعاء ان ليس في السودان فقر إلا ان فقر المجتمع السوداني بالمقياس المطلق ليس اشد من فقر الماضي ولكنه بمقياس مستوي المعيشة الراهن والمأمول اظهر. نقلا عن صحيفة الوفاق 6/2/2014