إن التفاحة لن تقاوم السقوط علي الأرض كذلك هي الجمادات مشدودة بالانكفاء لتحت أنظروا للأجرام الفضائية كيف تهوي كتلتها علي الأرض، لقد أتضح أن المناورة الدونية التي بدأت بها الحركة الشعبية (شمال) جاءت نتيجة لعدم قدرتها للتحليق لأعلي بجناح السلام وروح الوطن. كان من الميسور أن يقدم قطاع الشمال أحد أبناء المنطقتين لرئاسة الوفد إلا أن تصميم لرأس وفدها المدبب يشير لضربات صماء بكماء، ففي تكشف عرمان عورة بإدخاله قضايا خارج خريطة التفاوض لما لا يعني إلا أجندة للحركة تخص شركاء آخرين لا تهمهم الأرواح ونزيف الجراح. يبدو أن قادة قطاع الشمال أقروا رفع سقف ما حددته اتفاقية نيفاشا لسقوف ميثاق فجر الجبهة الثورية والصعود له دونما روافع متاحة وممكنة، ولكن جاذبية القرار الأممي وضعت مسار لعمليات التفاوض وأعلنت أجندته بوضوح وما تبقي يحتاج من الأطراف جدية الحوار الهادف. الإتكاءة علي الحركة الشعبية الأم فات أوانه بقيام دولة دفنت حلم (السودان الجديد) وبالكاد تكابد لتجد مناخ سياسي لاستقرارها وتنميتها، ولذلك مع علم وفد الحكومة بضعف أسهم الحركة الجماهيري في نطاق المتفاوض عليه لكن أمن المواطن وخدماته تنادي بالاتفاق. تصلب شرايين الحوار لعشرة أيام بأمر عرمان يستدعي أيام تنفيذ بروكالات نيفاشا وعمق إيمان الرجل وصحبه بسيولة مشروع ما بعد الوحدة للحركة، فعكس الجاذبية تبخرت كخيوط دخان سري بها الهوى فإنسربت من فكرة سودان التحرير فرمت الأماني بهم في النطاق الأضيق. الوعي السياسي لم يتبلور لمتمردي شمال حدود 1956م فقد انطلت عليهم فكرة الوحدة من خلال (سودان) مرسومة ملامحه من قبل الاستقلال، وعلي ذلك تأسيس العقل الجمعي لحركات الأنقسنا ومجموعة يوسف كوة وقتها أن الإفريكانية مناسبة لحكم ذاتي تحققه رؤية قرنق. لا نرمي باللائمة كلها علي التمرد فله مبرراته تاريخياً وأسبابه موضوعياً أهمها انعدام التنمية عقب خروج المستعمر وغياب همة وطنية لمعالجة بؤر تأثيراته، علاوة علي تقاطعات محلية أنبتت إفرازات سالبة غذت وعي باطني مهيأ للإحساس بالتهميش ومعبأ للتحرك العسكري. نقلا عن صحيفة الوفاق 24/2/2014م