حكومة الجنوب ترفع راية العمل السياسي وحرية الصحافة، واستخبارات الجيش الشعبي ترفع راية التنكيل والقمع والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه أن يخالف الحركة الشعبية الرأي .. الكثيرون ممن أولئك حالهم اليوم كحال من بقي بين الاباطح يغشاهم الغد.. بكل همجية العصور الوسطي اعتدي أفراد من استخبارات الحركة الشعبية على الصحفيين الذين تكبدوا المشاق لتغطية الحملة الانتخابية للدكتور لا أكول في مدينة واو .. مندوب الرائد الزميل إسماعيل دومنيك روي لنا العجاب .. (3) ساعات من الرعب رأي فيها الصحفيون هول الدنيا وبوائق الدهور ومصائب الليالي .. رعب لو شاهده مخرج أفلام الرعب الشهير الفريد هتشكوك لوجد أنه لم يخطر بباله أو يغزو خياله!!. كل الزملاء ب (الرائد) هالهم ما سمعوا وما شاهدوه حقيقة شاخصة أمامه عندما رأوا الدماء تلون ملابس الأخ دومنيك وآثار الضرب المبرح شاهد على الاعتداء السافر الذي تعرض له ولا ذنب له سوى أنه يؤدي عمله الصحفي لنقل الحقائق إلى القراء .. الاعتداء على الصحفيين جريمة نكراء تجري بأخبارها الرياح ويتواري المجرمون منها خجلا، إلا عصابة الجيش الشعبي تخرج لسانها لكل العالم ظنا منها أنها أحسنت صنعا .. لاشك أن ما جرى دعاية انتخابية مضادة للحركة الشعبية قام بها الموتورون ويحصد ثمارها المرة العاقلون من أمثال القائد سلفاكير ميارديت.. من يملك الشجاعة من قيادات الحركة الشعبية ويعتذر على المأ للصحفيين على هذه الفعلة النكراء الشنيعة؟؟. ماذا سيقول ياسر عرمان مرشح الحركة لرئاسة الجمهورية للشعب السوداني الذي يحاول أن يسوق نفسه إليه؟.. ربما لن يقول شيئاً فهو الذي سل لسانه منتقداً قانون الأمن الوطني الذي أعطي سلطة اعتقال المتهمين والمشبوهين، وأعتبره (جريمة نكراء) لا تغتفر؟. بالطبع لا نتوقع أن تتحرك منظمات حقوق الإنسان وتملأ الدنيا ضجيجاً وتسعي لملء أرض الجنوب عدلا بعد أن ملئت جورا وظلماً .. من قبل حصدت المذابح في الجنوب الآلاف من الأبرياء، ولم نصدق أن يقتل (161) شخصا دفعة واحدة هكذا ولا يحرك الإعلام الدولي ساكنا ولا يملأ الدنيا ضجيجاً هل لأن حكومة الجنوب هي المسئول الأول عن ذلك، حكومة (غير معادية)، أم لأن حكومة السودان بقشها الآخر بريئة من ذنب تلك المذابح ولا سبيل لاتهامها وإلصاق الجريمة بها؟ أظن وليس كل الظن اثم أن السببين معا جعلا ذلك الإعلام الظالم يتغاضي عن تلك المذابح وكان في أذنيه وقر.. ولأن مجلس الأمن واحد من تلك المنظومة المستكبرة لن ينعقد ولم يشر إلى الأمر من قريب أو بعيد بل سينشغل بقضايا أخرى أكثر (أهمية) وتصلح لتمرير وتسويق الأجندة المعلومة. نقلاً عن صحيفة الرائد 30/3/2010م