لا أحد يدري مآلات الحوار بين الحكومة وقطاع الشمال الجارية الآن في أديس أبابا فقد اسقط في يد الوساطة وهي تري قطاع الشمال يتجه للمطالبة بإدخال الحوار بين المعارضة والقطاع حول قضايا المنطقتين ضمن أجندة التفاوض فبدل مناقشة طرفي النزاع القضايا المحددة في تفويض آلية أمبيكي رفيعة المستوي وفق قرار مجلس الأمن 2046 والخاص بالنيل الأزرق وجنوب كردفان طالب رئيس وفد القطاع ياسر عرمان بتدويل الحوار بين المعارضة والحكومة ونقل مقر التفاوض إلي أديس أبابا بدلاً عن الداخل غير أن الحكومة رفضت مقترحات القطاع وحسب بروفيسور إبراهيم غندور فإن الحكومة لن توافق علي نقل الحوار إلي أديس أو إلي أي مكان آخر لأن القضية سودانية سودانية الحوار سوداني سوداني وفقاً لغندور الذي رفض أيضاً ما ردده قادة قطاع الشمال بإدخال أطراف أخري في الحوار واصفاً ذلك بأجندة لا علاقة لها بأهل السودان. يري مراقبون أن قطاع الشمال نجح في خلط الأوراق أمام الوساطة باللعب علي عدة حبال فالقطاع قدم ورقة أخري مختلفة عن ورقته التي قدمها قبل انهيار الجولة السابقة نهاية الشهر الماضي رفضت الحكومة ورقة القطاع لأنها قفزت علي قضايا المنطقتين إلي الحديث عن قضايا بعيدة عن ملفات التفاوض المطروحة علي الطاولة. رفضت الحكومة ورقة القطاع وانفضت الجولة علي لا شيء. ما يرشح من مفاوضات أديس الجارية الآن يفيد بتعثر الجولة الحالية وربما انهيارها في أي وقت بعد تبادل الاتهامات بين طرفي التفاوض فالحكومة تري أن القطاع قدم ورقة أخري تحوي مطالب تعجيزية مثل نقل الحوار الداخلي بين المعارضة والحكومة لطاولة أديس أبابا وحسب مصادر مطلعة فأن قطاع الشمال مازال في مربع الابتزاز والضغط بمحاولة الطرق علي الجوانب الإنسانية للنزاع والمتأثرين بسوء الأوضاع الإنسانية في المنطقتين ولكن الحكومة اعتبرت القطاع غير مهتم بمعاناة المدنيين وأنه يتاجر بالقضايا الإنسانية ويحاول إلصاق تهم غير حقيقية بالحكومة. مفاوضات أديس لن تتقدم علي أي ملف فقد أدخلت الوساطة وقطاع الشمال أحزاب المعارضة في الداخل فبعد جولة قصيرة لامبيكي في الخرطوم ولقائه قادة المعارضة طالبت الأحزاب بما وصفته بالحل الشامل وحسب رئيس المؤتمر الشعبي د. حسن الترابي فأن أمبيكي أطلعه علي رؤية الوساطة لمسارات التفاوض وقال الترابي إنه أكد لإمبيكي أن الحل لابد أن يكون شاملاً. المهم أن أمبيكي التقي الترابي وغيره من قيادات المعارضة وقال الترابي إن الحل لابد أن يكون شاملاً. دخلت واشنطون علي خط الأزمة والجولات المنهارة في أديس بين الفرقاء فقد حذر دونالد بوث المبعوث الأمريكي للسودان في جلسة استماع أمام مجلس النواب الأمريكي حذر الحكومة من مغبة خداع الولايات بأي عملية سياسية لا تقضي إلي إصلاح حقيقي وقال بوث إن العالم يراقب ما تتمخض عنه المبادرة التي أطلقها المشير عمر البشير رئيس الجمهورية مضيفاً بأن العالم يراقب أيضاً مدي جدية وشمول دعوة الحوار في توفير فرص المعالجة الجذرية لما وصفه بأسباب الحروب المأساوية بين المركز والأطراف في السودان وأضاف بأن الصراعات الجارية في السودان الآن مؤشر لعدم العدالة والتمثيل الشامل لكافة الأطراف في الحكم. وفي السياق دعا بوث لعدم السماح للحكومة بالتعتيم علي القضايا الوطنية وإقناع الآخرين بأنها صراعات إقليمية معزولة. ويري مراقبون أن واشنطون تريد أن يفضي الحوار بين القوي السياسية في الحكومة والمعارضة لضمان استقرار الأوضاع في دولتي السودان ويشير د.حسن مكي إلي إن انفراط الأمن في منطقة البحيرات سيما الأوضاع في جمهورية جنوب السودان التي دخلت مرحلة الحرب الأهلية يهدد مصالح واشنطون في المنطقة. ولكن مكي يعود للقول إن ملفات السودان أصبحت تدار من قبل أطراف متعددة في واشنطون ممثلة في الخارجية والبنتاغون وتعمل مجموعات الضغط اليهودية علي تصعيد المواجهة مع الخرطوم بالطرق علي الأزمات في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان. الحوار بين الأحزاب والحكومة وقطاع الشمال من جهة أخري أصبح أكثر تعقيداً من أي وقت مضي ففي الوقت الذي دفع فيه قطاع الشمال بورقة تدعو إلي تدويله تنشط بعض أطراف المعارضة في الداخل في ذات الاتجاه. نقلا عن صحيفة الوفاق 3/3/2014م