بعد انهيار وفشل محاولات الآلية الأفريقية الرفيعة برئاسة ثابو أمبيكي – في اجتماع حاسم مع طرفي النزاع بتفويض من قبل الوفد الحكومي المفاوض برئاسة عمر سليمان، للوصول إلي حلول توفيقية، وتبادل الطرفين الاتهامات بالسعي لإفشال الجولة التي بدأت بالعاصمة الأثيوبية أقرت الحركة الشعبية في ورقتها المقدمة لإمبيكي إن انطلاقة العملية الدستورية الوطنية تتطلب وقفاً للأعمال العدائية للأغراض الإنسانية في كافة مناطق الحروب بالسودان من أجل خلق البيئة المواتية للعملية الدستورية. وطرحت الحركة أفكاراً جديدة عبر ردها الذي سلمته للوسيط الأفريقي ثابو أمبيكي تضمنت المطالبة بالاعتراف بالحركة الشعبية كحزب قانوني إلي جانب عقد مؤتمر تحضيري للأحزاب السياسية في أديس أبابا. كما دعت الحركة الشعبية الحكومة السودانية إلي إلغاء الحظر غير الدستوري علي الحركة الشعبية لتحرير السودان والإقرار بضرورة الوصول إلي وقف عدائيات إنساني لتهيئة المناخ قبل التوصل لحلول أمنية ما يهيئ لعملية شريان حياة أخري نسخة كربونية لتجربة شريان الحياة السابقة التي كانت تعد من أكبر العمليات التي قامت بها الأممالمتحدة في الحرب التي كانت تدور بين الشمال والجنوب وهي أيضاً أكب العمليات تكلفة في تاريخ الأممالمتحدة. وعلي خلفية شريان الحياة واجهت الحكومة السودانية والمنظمات الأجنبية علي كافة المناطق سواء التي كانت تعمل في جنوب السودان أو دارفور حالة من الشد والجذب واتهامات بالعمالة لصالح جهات أجنبية مخابراتية كانت أو غربية بالإضافة إلي تمويل حركات التمرد، ما استدعي الأمر في السباق تجميد نشاط أو طرد بعض هذه المنظمات، لذلك أًبحت الثقة في توصيل المساعدات تشوبها حالة من الارتياب بسبب أنها تخدم أجندة وتقوم بتنفيذ سياسات قوي كبري خارجية. فمن السهل تحويل الإمداد الإنساني من مواد تموينية إلي أدوات عسكرية مركزية علي جانب دعم الحرب والتمرد بكل ما يحتاجونه عبر هذه المساعدات بصورة تسهم في تأجج المواقف ولا يستبعد أن تكون هنالك مسارح لجلب المعلومات والاستشارات الاستخبارية، يساعدهم وجود ناشطين يعملون في مناطق النزاع والصراع فهذا الشريان هو الداعم الأكبر للصراع منذ أن أطلق في العام 1988 برنامج شريان لحياة للمعونات الإنسانية وفقاً لاتفاق ثلاثي جمع بين منظمة اليونيسيف، والحكومة السودانية، والجيش الشعبي لتحرير السودان، يهدف للسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلي كافة المناطق المتضررة من الحرب انضم إليه أكثر من 40 منظمة فلا يستبعد بالقطع إعادة ذلك السيناريو مرة أخري طالما حقق بعضاً من أهدافه السابقة، وذلك مدعاة لان يطرق القطاع ذلك الباب الذي يبدو أنه تركه موارباً عن عمد إلي حين وقته أسوة بما قام به الراحل جون قرنق. نقلا عن صحيفة الصحافة 3/3/2014م