نتفق مع السيد نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي الأستاذ إبراهيم السنوسي فيما ذهب اليه من ضرورة بسط الأمن وتحقيق الاستقرار في المناطق التي تشهد الحرب قبل الدخول في الانتخابات العامة.. ونزيد على ذلك بأن يعلو مثل هذا الرأي – على الحوار نفسه – حتى لا ندخل في جدل قد يكون مقصود به الانشغال عن أمن الوطن الذي يفترض أن يكون هو الأساس، خاصة في ظل ما أعلن من هجوم قامت بشنه قوات مناوي – على سبيل المثال – والذي أدي إلى أن يفر المئات من مواطني مناطق اللعيت جار النبي، والطويشة، وعيال أمين، والشرفة، وأم سمرة في المناطق الحدودية بين غرب كردفان وشمال دارفور .. ألخ كما جاء ذلك في الأنباء التي أوردتها الصحف المحلية مؤخراً. ولا شك أن سكان تلك المناطق يعيشون في أوضاع مأساوية حرجة نتيجة ما تقوم به عناصر التمرد من هجوم استهدف أمنهم واستقرارهم، فدمر الزرع والضرع، وقتل النساء والأطفال والشيوخ بصورة تحمل كل معاني الحقد الدفين الذي تسعي قوات التمرد من خلاله إلى تحقيق أهدافها المجرمة، بالوصول إلى السلطة ولو على حساب جماجم أولئك الأبرياء من المواطنين العزل هناك. نعم، نحن مع الحوار الوطني الشامل والواضح الذي يتحلي بقدر كبير من الشفافية والصدق، والذي يتطلب تهيئة الأجواء وبسط الحريات العامة خاصة الصحفية منها، وتقديم التنازلات من كل الأطراف حاكمة ومحكومة وصولاً إلى اتفاق القوى السياسية وسداً للذرائع والمؤامرات التي تستهدف أمن بلادنا واستقرارها وسلامتها، والتي يقف على رأسها العدو الصهيوني وينشر أباطيله مثل سفينة الأسلحة الإيرانية الأخيرة التي أعلن عن تواجدها في مياه البحر الأحمر، برغم النفي القاطع للناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية العقيد الصوارمي خالد مؤكداً أنها لم تدخل المياه الإقليمية السودانية، وإنما كانت على بعد أميال منها .. الخ لتكشف بذلك دعاوي وأباطيل الكيان الصهيوني وبعض المتآمرين الذي يحلمون بإقامة تمثيل دبلوماسي معه في قلب إسرائيل، كما صرحت بذلك بعض قيادات التمرد، ولعل هذا النفي من قبل الناطق الرسمي للقوات المسلحة السودانية ما يعبر بصورة قاطعة أن السودان ليس له صلة من قريب أو بعيد بتلك الباخرة المذكورة. وهكذا يتضح أن هناك أجندة وطنية علي القوى السياسية أن تضعها في الاعتبار، بحيث يتأكد من خلالها سلامة الوطن الذي يفترض أن يكون فوق كل اعتبار، وذلك حتى لا تتآكل أطراف بلادنا وتحترق، بينما نحن غارقون في جدل بيزنطي قد لا يكون مجدياً في مثل هذه الظروف. ان الإسراع في الحوار مع مراعاة الظروف التي نحن فيها من تآمر داخلي وخارجي سيكون هو الحل، فنحن بالطبع مع الحوار باعجل ما يكون، بحيث يتم الوصول به إلى الغايات الوطنية بما يحقق تنمية واستقرار وسلامة بلادنا. إننا إذ نتطلع للوصول إلى نتائج إيجابية بشأن الحوار المعلن، نسأل الله أن يسبغ على وطننا نعمة الاستقرار والسلام، وأن يتم الاتفاق على تجاوز كافة العقبات المطروحة وصولاً إلى وفاق قومي شامل، بعيداً عن الاشتراطات المسبقة التي قد تقف عائقاً في وجه الاندياح العفوي والوطني في مواجهة ما يطرح من أمر يتسم بقدر كبير عن البعد عن أي نزعة حزبية ضيقة أو مكاسب شخصية .. ليبقي الوطن ولا شيء غيره هو الهدف الأسمى والأساسي ومن وراء كل عمل وقول. نقلاً عن صحيفة الخرطوم 2014/3/10م