علاقة الحركة الشعبية بأحزاب المعارضة المسماة بأحزاب جوبا او قوى الاجماع الوطني ، ستضر بها و بقضية الجنوب، اذا اصرت المجموعات الاعلي ضجيجاً فى الحركة بالسيير وسط القافلة التائهة لاحزاب المعارضة و ذلك لسببين: أولاً اتفاقية نيفاشا التى دخلت بموجبها الحركة السلطة، الطرف الرئيس فى تنفيذها وتطبيق ال25% المتبقية كما كما قال سلفاكير لقناة الشروق قبل يومين ،هى شريك المؤتمرالوطني ،و هو حزب له فى السلطة 20 سنة كاملة ، و محور حركة الدولة بكل مستوياتها و القادر على صناعة الواقع السياسي ،و يملك القرار مع شركائه فى مصائر البلاد و اتجاهاتها ، فاذا خسرت الحركة الشعبية شريكها ستخسر اتفاقية السلام وتعود البلاد برمتها للمواجهة و الحرب من جدي . لأن اى طرف من الاطراف سيجد الطريق أمامه ممهد للتصادم مع غيره و صناعة قناعاته و اختيارته السياسية ،ولن ترضي مجموعات عديدة و غالبية بالقسمة الضيزي التى جاءت بها نيفاشا ، و ستعمل على اعادة الامور الى نصابها ، و لن تجد الحركة نفسها فى موقف يضمن لها حتى البقاء فى السودان الشمالي . فأى اختلال عارم فى الوضع السياسي ستدفع ثمنه الحركة ، لإختيارها الدرب الآخر و خرقها للأتفاقية الموقعة. ثانياً الواقع السياسي ،واقع متغير لا تحكمه فى حركته طوارئ الاحداث وحدها ، أنما يتحرك بمحددات واضحة و أطر معلومة للعلاقات يبن لاعبي السلطة السياسية ، فاذا كانت الحركة جزء من الحكومة و تتعاطي مع الشأن العام و معطيات الراهن فان قواعد اللعبة تجعل منها ملتزمة داخل الاطر المعلومة والمسئولية السياسية و المحددات الواضحة لعلاقة التشارك القائمة ,ومن الناحية الاخلاقية فان الوجود داخل السلطة المنبثقة من الاتفقية لا يعطي الحركة الحق فى التآمر و الانقلاب على نظام الدولة ، واتخاذ مواقف تناقض مع المتفق عليه من سياسيات و برامج تنفذها حكومة تحظي الحركة فيها بنصيب زاد على الثلث ..فالتناقض فى طريقة الحركة ،و الظهور بوجهين و التحدث بلسانين و الركوب على سرجين و الامساك بدربين ، تجعل كلها من الحركة تخسر فى المضمار السياسي العام و الناحية الاخلاقية و الهروب من المسئولية بالتقدم للخلف و لبس لبوس المعارضة.. . ثالثاً.. احزاب المعارضة التى تظاهرها الحركة و تقف معها ، احزاب عاجزة و معتلة فى كل شئ لم تعد تملك الشارع السوداني ،و قد جرتها الحركة فى ديسمبر عند الانتفاضة المزعومة لا تملك رؤية جاعة و خطاباً سياسياً راشداً لا يقوم على الاغبان والمرارات ويركز على تطوير العملية السياسية فى البلاد .. لا تستطيع هذه الاحزاب فى بنيتها و رؤيتها وقدرتها على الفعل السياسي لن تفيد الحركة كثيراً فى مسارها لإحداث ما تريده من تغييرالبلاد ،و قد تجتمع هذه الاحزاب و الحركة على قضايا مرحلية و دواع ظرفية عاجلة فى مقدمتها رغبتهم جميعاً فى اساقاط المؤتمر الوطني ، لكن ثم ماذا بعد ؟ ..ما هى القواسم المشتركة بين هذه الاحزاب والحركة فى توجهاتها و منبع رؤاها السياسة ؟ هل هى قواسم ذات طبيعة فكرية وتوجهات ناتجة عن افكار ومناهج تؤمن بها هذه الاحزاب وتجمعها جميعاً ، أم هى مجرد تكتيكات سياسية ستتلاشي و تنتهي بمجرد انتهاء دوافعها مبرراتها ؟ من كل هذا فان الحركة التى تتخندق فى سواتر المعارضة ، لا تستطيع الآن إطفاء النار التي اشتعلت فى ردائها البالي ،و لا لفظ اللقمة السامة التى دخلت جوفها و حولتها من حزب حكومي الى حزب معارض . و هذا الانكشاف لمواقف الحركة و التيه الذى تعيش فيه هو الذى يجعلها الآن فاقدة للصوابية السياسية و غير قادرة على البقاء على السطح السياسي الساخن ،و هى تحظي بالاحترام الذى تفقده يوماً بعد يوم .. واذا اخذنا فى الاعتبار ان ما تقوله الحركة والاحزاب المعارضة حول الانتخابات و الحريات والشفافية و النزاهة الكاملة للإستحقاق الانتخابي ، غير مقنع للناس و فيه عدد من المغالطات والاكاذيب ، فان الولوغ دون وعي كامل بموجبات ما يثار من اتهامات و مدي صدقيتها و التلوث به ، يجعل من العسير على حركة مثل هذه ان تحقق لنفسها شيئاً و ستكون عبئاً سياسياً فائضاً من بخار السياسة الذى سيزول حتماً عندما يظهر كل شئ على حقيقته و تعرف الاوزان الكاملة للاحزاب . نقلا عن الانتباهة 31/3/2010