* تحدثت قبل يومين في هذه الزاوية منبهة الجهات المختصة من توترات داخلية موضوعة ضمن خارطة الطريق المنتهجة من الحركات المسلحة في دارفور وكردفان بعد ان رفض ممثلوهم اتفاق السلام الذي يعين على أمن واستقرار المنطقة. * الحركات المسلحة فقدت البوصلة تماماً في تحقيق أمانيها وأحلامها الساعية للتربع على كراسي السلطة في الخرطوم.. رغم ان التاريخ يوضح ان خبراتهم في العمل السياسي لا تتعدي إطلاق النار والضغط على الزناد ومن ثم عد الأموال المقبوضة من خزائن الغرب والملوثة بدماء أهلنا في تلك المناطق الطيبة والطاهرة. * نعلم جميعاً ان هؤلاء لا يجيدون لغة الحوار .. ولا يمكن ان يتفهمو إستراتيجية الدولة الموضوعة لمعالجة قضايا البلاد.. لا المفهوم العام لديهم ينحصر في تنفيذ اعمي للتعليمات المصدرة من أقاصي الدنيا.. ليكون الضحية مواطن دارفور المغلوب على أمره والذي عاني الأمرين جراء هذه التصرفات الأنانية والذاتية البعيدة عن القيم والأخلاق والمثل التي تحدث عنها الدين الإسلامي. * ما حدث في جامعة الخرطوم أمس الأول بداية الشرارة التي خطط لها أصحاب الحركات المسلحة بإتقان لنقل الصراع إلى داخل الخرطوم عبر شريحة الطلاب بعد ان تمكنوا من اختراق الجامعة الأولي وغزو بعض طلابها بمعلومات مغلوطة وأفكار مسمومة .. لتنفيذ المرسوم بدقة تعينهم على ان تخرج الخرطوم عن بكرة أبيها ضد النظام وتعم الفوضى والتوتر .. وتظهر مليشياتهم التي تقبع في أطراف العاصمة محملة بالسلاح وينطلق الإعلام الغربي عبر شاشاته المختلفة وينبري قادة الضلال من عواصم الغرب في تنفيذ الأجندة المعروفة وتحميل المسئولية للحكومة وتصوير قادتها بالسفاحين ليتم المراد. * أولاً لابد أن يعلم المواطن المغلوب على أمره والذي بات يعاني في تلقي المعلومة الصحيحة بسبب اللغط الدائر ما بين تصريحات الدولة وشائعات المتمردين. ان الحكومة هي الاحرص على حفظ أمن واستقرار وسلامة مواطنيها باعتبار ان ذلك من اوجب واجباتها .. لذلك ليس من المنطق ان تتعمد مؤسساتها المسئولة اغتيال طالب او أي مواطن لتساعد من خلاله المعارضة في ترويج سلعها البائرة لما يزيد عن العشرين عاماً. * أكدت الشرطة ان تدخلها كان لحماية الطلاب وليس اقتناصهم أو اغتيالهم . لان أدوارهم تنحصر في حفظ الأمن وسلامة المواطن. مهما كانت سخونة الأحداث .. خاصة وان قياداتها تعي تماماً ان أي تصرف بات محسوباً على الحكومة التي تقاتل في كل الجبهات .. ولا يعقل إن يخطئ أي جندي وتغتال رصاصته احد المواطنين ليرمي الدولة ومؤسساتها التي ينتمي إليها في الدرك السحيق خاصة وان التعليمات واضحة ولا لبس فيها. * نحن ضد العنف الطلابي وضد تحركات المنتمين للحركات المسلحة الذين باتوا خصماً على أهل دارفور بتصرفاتهم غير المسئولة وسعيهم لتكريس لغة الغاب في كافة إرجاء السودان دون مبررات منطقية تعينهم في إقناع القاعدة العريضة من أهل السودان. * مات الطالب علي أبكر موسي إدريس في غمضة عين. وشيعت من بعده أخلاقنا وقيمنا التي تنادي باحترام وجهات النظر وحقن الدماء التي باتت مستباحة في وضح النهار. * مات علي أبكر لينبه القائمين علي الأمر إن الطوفان بات متمدداً وسط الخرطوم ويسعي لدمار يمكن إن يهد كل البينان الذي أقيم في السنوات الأخيرة بعرق ودماء الشرفاء من أبناء هذا التراب الحر.. فلتكن تلك البداية لحسم كامل وشامل يقضي علي تطاولهم وعبثهم وتفكيرهم الأرعن. * أرجو ان لا ينصاع المواطن لهطرقات هؤلاء القتلة وان يفكر قليلاً في الأحداث التي تؤكد ان هذه المجموعة أرادت ان تستفيد من أوضاع شتي ليكون مصيرنا مثل الدول التي قادت الثورات وعبث من بعدها اللصوص ومجرمو الحرب في شوارعها وقضوا على أخضرها ويابسها في رابعة النهار الأغر. نقلاً عن صحيفة الصحافة 2014/3/13م //