٭ تقول اتفاقية المبادئ في الجزء «ه» حق تقرير المصير لشعب الجنوب الفقرة 2 - 6 «يمتنع الطرفان عن أي شكل من أشكال الإلغاء أو الإبطال لاتفاقية السلام الشامل «نيفاشا» من جانب واحد».. ٭ أشكال الإلغاء كثيرة، وأبرزها عدم الوقف الكامل والشامل لإطلاق النار وتنفيذه لإنهاء المعاناة والاقتتال الذي يعانيه الشعب السوداني «شعب السودان وشعب جنوب السودان». ٭ درجت الحركة الشعبية وجيشها وقطعاً بتشجيع وتوجيه ومباركة من أمريكا وإسرائيل، ومن بعض نخبها ومنذ قبيل التوقيع الكامل لاتفاقية نيفاشا، درجت على الاستمرار في خرق وقف إطلاق النار وإبطال لغة الحوار التي نادت بها الاتفاقية واللجوء إلى القتال، ولم يكن ذلك نتيجة تهور بعض أفراد جيشها ولا لجنوح بعض نخبها، ولكن يبدو أنه «عقيدة» تؤيد استخدام القوة العسكرية بدلاً من الحوار، ولنضرب بعض الأمثلة للمثال وليس الحصر.. احتلال توريت أثناء المحادثات. أحداث الجُرف بأبيي. حريق أبيي الذي تسبب فيه إدوارد لينو 2008م. أحداث القتال المتكررة بأبيي التي كانت الحركة هي البادئة بها. الأحداث التي واكبت انتخابات والي النيل الأزرق «النجمة أو الهجمة». أحداث النيل الأزرق الأخيرة «تمرد عقار». أحداث جنوب كردفان المتكررة التي راح ضحيتها المواطنون الأبرياء وتهديد موكب الوالي. أحداث جنوب كردفان «تمرد نائب الوالي» الحلو. أحداث منع دخول كاودا حتى للوالي والتهديد بنسف موكب الوالي. امتناع قوات الحركة التابعة للنيل الأزرق عن وضع السلاح أو الانضمام لجيش الحركة أو جيش الحكومة، وتهديد من يحاول تجريدهم من السلاح وعددهم أكثر من عشرة آلاف جندي. امتناع قوات الحركة التابعة لجنوب كردفان «أبناء جبال النوبة» عن وضع السلاح أو الانضمام لجيش الحركة أو جيش الحكومة، وتهديد من يحاول تجريدهم من السلاح وعددهم أكثر من عشرين ألف جندي. الأعمال الفردية لأفراد جيش الحركة التي يستخدم فيها السلاح والقرنيت وغيرها في الخرطوموجنوب كردفان والنيل الأزرق. عدم تنفيذ القوات المشتركة «جيش حركة» للتدريبات المشتركة مع القوات المشتركة لجيش الحكومة والاشتباكات المتواصلة. المحاولات المتكررة لاحتلال تلودي وغيرها من مدن جنوب كردفان. تعاون الحركة مع الجبهة الثورية وتسليحها واستضافتها وتمكينها من شن هجوم على جنوب كردفان وهجليج. العملية التي واكبت انسحاب القوات المسلحة من أبيي والكمين الذي نصب في دُكْرة. الهجمات المتكررة على هجليج وآخرها الاحتلال الكامل لهجليج ووقف ضخ البترول. وسياسياً قامت الحركة ببعض التصرفات العدوانية تجاه دولة الشمال، منها على سبيل المثال وليس الحصر: 1/ الوقوف مع المحكمة الجنائية وتأييد محاكمة رئيس الجمهورية. 2/ التوصية بعدم فك الحصار عن السودان المفروض من أمريكا. 3/ محاولة تمرير أجندة الحركة من خلال وزرائها في الحكومة المركزية دون التقيد بتوجيهات حكومة السودان، مثال «تغيير لام كول بدينق ألور» في وزارة الخارجية. 4/ خلق علائق مع إسرائيل قُبيل الانفصال تخطياً لتوجيهات الدولة السودانية. بجانب كثير من المواقف الاقتصادية والاجتماعية السالبة الكثيرة. ولم يراعِ الجنوب حالة التدهور الاقتصادي والاجتماعي في السودان جراء الحرب الطويلة التي طالت الشمال والجنوب، ولم يعمل على استبدال الحرب بالسلام لتحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية واحترام الحقوق الإنسانية والسياسية الأساسية لشعبي السودان وجنوب السودان، وفقاً للمبادئ المتفق عليها كما هو منصوص عليه « 1 5 2 من الجزء «أ» «المبادئ المتفق عليها». وضح جلياً أن الحركة كان الهدف الأساسي لها من توقيع اتفاقية السلام هو «انفصال الجنوب» الذي تحقق فعلاً بمساعدة من الشمال دون مناقشة تداعيات الانفصال السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، ولم تراعِ مصالح المواطنين من الدولتين ولا المصالح المشتركة، وبالتالي هذا أتاح فرصة ذهبية للحركة لمواصلة «إلغاء الاتفاقية»، منتهجة منهجاً إسرائيلياً ينبني على نقص العهود والنزعة التوسعية والمبادرة في الإخلال بالأمن. وهذا بالطبع يعتبر تسديداً لفاتورة مساعدة أمريكا وإسرائيل لها، والخاسر في النهاية شعب الجنوب المغلوب على أمره سواء من كانوا في الحركة أو الذين عادوا مرغمين من الشمال. ٭ أحداث هجليج الأخيرة توضح بما لا يدع مجالاً للشك أن العملية مخططة من جهة ذات قدرات تخطيطية كبيرة، فهجليج اليوم تعتبر ذات أهمية اقتصادية كبيرة وهدفاً حيوياً كبيراً مثلها مثل بورتسودان ثغر السودان الاقتصادي، حيث أنها مورد اقتصادي كبير يغذي الميزانية بحوالي 40% بجانب مزايا كثيرة. إذن هجليج هدف استراتيجي، حيث أنه مركز اقتصادي يؤثر الاستيلاء عليه على مجرى الحياة في السودان، لذا فإن من المسلم به أن الجيش السوداني ليس له خيار غير استرادادها بأعجل ما يكون وبسرعة، وعمل الترتيبات التي تجعل من احتلالها مرة أخرى أمراً مستحيلاً، طالما هي تحتفظ بأهميتها باعتبارها هدفاً استراتيجياً ومركزاً اقتصادياً ذا أهمية كبيرة.. وجيش الحركة سيحاول على الأقل استنزاف القوة العسكرية السودانية، وليتأكد الجميع أن التنمية بدون أمن لا تنجح، لذا فإن هنالك عملاً كثيراً تشترك فيه كل قوى الدولة وكياناتها لضمان عدم تكرار مثل هذه الاختراقات القاتلة. ٭ هنالك عدة دروس مستفادة من أحداث الاعتداء على هجليج نتناول بعضها: الحدود من دولة الجنوب التي تمتد إلى أكثر من ألفي كم واتفق على 80% منها وبقيت حوالى 20% متمثلة في خمس مناطق هجليج ليست واحدة منها، وبرغم ذلك حدث ما حدث، إذن نحن موعودون بأحداث دامية عندما نناقش هذه المناطق الخمس، وعندما نحاول تخطيط الحدود على الأرض. اتفاقية السلام الشامل إفرازاتها السالبة أكبر من إيجابياتها، وأنها فقدت أهميتها وما عادت مرجعية للقضايا العالقة بين الدولتين. ازداد الحس الوطني ووقفت المعارضة موقفاً إيجابياً، ووقف الشعب بجانب القوات المسلحة يؤازرها. وضح أن المكر والخديعة هي ديدن حكومة الجنوب، وأنها مسلوبة الإرادة، فلا بد من الحذر من أفعالها ومن تصريحاتها السالبة والموجبة. وضحت أهمية الصرف على الأمن والاهتمام بالجند وستر ظهورهم والاهتمام بحالهم المعيشي، طالما أن التهديد مستمر ونتوقع زيادته، خاصة إذا فتحت جبهة أخرى وهذا ليس بعيداً. توفير مخزون استرايتيجي من الوقود يحسب للدولة، حيث حتى الآن الأمور تسير سيراً طبيعياً رغم توقف ضخ البترول من هجليج. محاولة وضع قوات أجنبية بين الشمال والجنوب على الشريط الحدودي لإيجاد موطئ قدم لقوات الآفروكوم. وضح أن أمريكا وإسرائيل تحاولان خلق جنوب جديد للسودان لاستنزاف قدراته، والعمل على عدم استقراره وتنميته. التنبؤات العالمية تقول إن الحرب لا تستأنف الا بعد عشر سنوات، وها هي حرب الجنوب تستأنف في أقل من عشر سنوات. «أي أن الحرب توقفت مؤقتاً واستؤنف القتال مرة ثانية لتحقيق أهداف أُرغم الجنوب عليها». ضرورة التنسيق بين الإعلام القومي والعسكري، وكف الولاة عن التصريح في الشأن العسكري. ختاماً: لا بد من السعي لإعداد الدولة للحرب رغم قناعتنا بالحوار والسلم، ولكن هذا الإعداد لربما يجنبنا الحرب، لأن العالم الآن تسوده القوة. والغاية الأساسية التي يجب أن يستهدفها إعداد الدولة للحرب تختصر في الآتي : ٭ القدرة على صد العدوان الخارجي وتدميره مع إمكانية توجيه ضربة انتقامية لانتزاع المبادأة الاستراتيجية والمحافظة عليها. ٭ القدرة على إدارة حرب طويلة الأمد. ٭ القدرة على تحمل الضربات المركزة والتعرض لأقل خسائر ممكنة. ٭ المحافظة على مستوى مرتفع للروح المعنوية للشعب «الثابت المعنوي». ٭ إعداد الدولة للحرب يشمل جميع الأنشطة الخاصة بحصر وتطوير واستخدام القدرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعسكرية للدولة لتحقيق النصر، والوصول للأهداف والغايات السياسية للدولة، وتنحصر تلك الاتجاهات في الآتي: إعداد القوات المسلحة. إعداد الاقتصاد الوطني. إعداد الشعب. إعداد أراضي الدولة باعتبارها مسرحاً للعمليات الحربية. إعداد السياسة الخارجية بما يتلاءم وأهداف الحرب، وأخيراً استوصوا بالجند خيراً، فكما قال أحد الجنود القدامى أثناء الحرب: «يُذكر الله ثم الجند».. قواتنا المسلحة بخير طالما قادتها وجندها قلبهم على وطنهم.. فقط فليكن قلبكم أيضاً على جندكم والله من وراء القصد.