نوه المشير عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب، رئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية، بالدور المتميز الذي تضطلع به دولة قطر، أميرا وحكومة وشعبا، في دعم العمل الخيري والإنساني وخدمة قضايا الأمة الإسلامية في شتى المحافل وعلى كافة الصعد. وقال المشير سوار الذهب، في حديث خاص أدلى به لوكالة الأنباء القطرية "قنا" أمس بمناسبة زيارته الحالية للبلاد :"دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، وقبله صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، قد فتحت أبوابها للعمل الخيري وكرست جهودها لخدمة قضايا الأمة ومساعدة المعوزين وأصحاب الحاجات والمتضررين والمتأثرين بالأزمات والكوارث في الدول العربية والإسلامية وخارجها". كما أشاد بدعم قطر لمنظمة الدعوة الإسلامية وتوفير كافة التسهيلات لمكتبها بالدوحة، مشيرا في هذا الصدد إلى أن لدى المنظمة الكثير من الشراكات الناجحة مع الجمعيات الخيرية ومؤسسات العمل الخيري الإنساني بالدولة. وأضاف : "إن الدور القطري المتميز في مجال العمل الخيري تجسد حقيقة وواقعاً ماثلاً في تجاوب الخيرين والمحسنين من أهل قطر في التحرك باتجاه هذا العمل في كل الظروف والأوقات، ونسأل الله تعالى أن يجزيهم كل الجزاء ويجعل كل ذلك في موازين حسناتهم". كما امتدح المشير سوار الذهب دعم قطر ومساعداتها للسودان باستمرار، وقال : "أفضال قطر على السودان كثيرة، ولا ننسى في ذلك أفضال حضرة صاحب السمو الأمير، وصاحب السمو الأمير الوالد على السودان ومنظمة الدعوة الإسلامية". وذكر أن "مشاريع قطر وأهل قطر في إفريقيا، حيث تعمل منظمة الدعوة الإسلامية، رائدة ومتميزة وخيرها يعم كل المستفيدين منها هناك"، مبينا أن "اسم قطر بفضل ذلك أصبح معروفا في إفريقيا". وتطرق المشير سوار الذهب إلى مشاريع المراكز الإسلامية والمساجد والمكتبات التي نفذتها دولة قطر مؤخرا في أوروبا، مثل ألبانيا والبوسنة والهرسك، واعتبر في هذا الخصوص" قطر دولة رائدة في مجال العمل الإنساني والخيري، ومن أجل الإنسان كما هو". وبين أن منظمة الدعوة الإسلامية نفذت لقطر وأهل قطر المحسنين الكثير من هذه المشاريع الحيوية المهمة والتي تشمل المساجد والمدارس والمراكز الصحية بالإضافة إلى مشاريع رعاية الأيتام والدعاة والسقيا. وقال : "المنظمة ظلت تنشر سنوياً المشاريع والأعمال الخيرية القطرية في كتيبات ولديها الآن منها 20 كتابا في هذا المجال". وأشاد المشير عبدالرحمن سوار الذهب بدور مكتب منظمة الدعوة الإسلامية في قطر والجهود التي يبذلها منتسبوه في تعزيز رسالته الخيرية والوفاء بها. وأكد أن تميز المكتب مرده إلى الدعم والتسهيلات الكبيرة التي توفرها له دولة قطر ليصبح بذلك من انجح المكاتب التي تعمل خارج السودان. يذكر أن إجمالي كلفة مشاريع مكتب الدوحة في إفريقيا تصل سنويا إلى نحو 80 مليون ريال قطري وتغطي مشاريع وبرامج في مجالات الصحة والتعليم والدعوة وحفر الآبار وكفالة الأيتام والدعاة، وغيرها من الأنشطة التي لا حصر لها والتي استفاد منها ملايين السكان في القارة الأفريقية. وحول التحدي الذي يواجه منظمة الدعوة الإسلامية في الوقت الذي يشهد فيه العمل الإنساني والخيري تراجعا في كثير من الدول بسبب العداء للإسلام، قال المشير سوار الذهب : "إن هدف المنظمة عندما أنشئت عام 1980 كان محددا ويتمثل في نشر الدعوة الإسلامية في أفريقيا ومساعدة المسلمين فيها الذين كانوا ولا يزالون يجدون بعض المضايقات من الشعوب التي تتمسك بنهج الاستعمار بعد مغادرته" ..مضيفاً أن المسلمين في تلك الدول الأفريقية حرموا خلال حقبة الاستعمار وحتى بعدها من حق التعليم والخدمات الأخرى، فضلا عن التضييق على دعوة غير المسلمين إلى الإسلام. وتابع : "لله تعالى الحمد، فإن الأهداف التي حددتها منظمة الدعوة الإسلامية يجري تنفيذها سيما وأن المنظمة ابتعدت عن القضايا السياسية ولا تتعاطاها أبدا، وتعمل فقط على تحقيق الأهداف التي حددتها في مساعدة المسلمين الذين حرموا إبان فترة الاستعمار من كافة حقوقهم التعليمية والصحية وغيرها من الخدمات الأخرى، بجانب دعوة غير المسلمين إلى الإسلام"..وأشار إلى أن هذه السياسة مكنت المنظمة من أن تخطو خطوات واسعة في هذه المجالات لتنتشر في أكثر من 22 دولة أفريقية جنوب الصحراء، وفى 40 دولة بعموم القارة. وحول أهم القرارات التي خرج بها الاجتماع الخامس والعشرون لمجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية الذي عقد مؤخرا بالخرطوم، قال المشير سوار الذهب : "من أبرز تلك القرارات التأكيد على ضرورة أن تواصل المنظمة مهمتها ورسالتها فيما يتعلق بالدعوة إلى الإسلام وتقديم الدعم والعون للمسلمين لتطوير أنفسهم بحيث يصبحون قادرين على تولي بعض المناصب القيادية في بلدانهم". وعما إذا كانت المنظمة ستركز على القضايا الإغاثية أو التنموية خلال المرحلة القادمة، قال المشير سوار الذهب :"كل هذه القضايا مطروحة، لكن المجال الأوسع الذي تسعى إليه هو مجال التعليم لأنه من خلاله يمكن رفع قدر الدعوة وتحقيق تطلعات المواطنين الأفارقة الصحية والخدمية باعتبارها من أولويات عمل أهداف المنظمة". وحول الهدف من قرار مجلس الأمناء في دورته الأخيرة إنشاء مؤسسة باسم المشير سوار الذهب، أوضح رئيس المجلس أن هذه المؤسسة لها شخصيتها الاعتبارية وهى تعنى بالسلم الاجتماعي ونشر ثقافة الإسلام في مناطق النزاعات. وذكر أن المنظمة تضع قضية التعليم في صلب أوليات عملها كونها تستطيع من خلاله تحقيق الأهداف الأخرى التي تسعى إليها. ودعا المشير سوار الذهب المنفقين والمحسنين في قطر وفي كل مكان إلى تقديم المزيد من الدعم لمنظمة الدعوة الإسلامية لتضطلع بالرسالة التي حددتها لنفسها في القارة الإفريقية ، معرباً عن سعادته بما قدموه حتى الآن وما ينفقونه لدعم العمل الخيرى بجهد متواصل سائلا الله تعالى أن يوفق قطر وأهل قطر للمزيد من أعمال البر والإحسان بما فيه خير الدنيا والآخرة وأن يتقبل منهم هذه الأعمال الطيبة ويديم عليهم نعمة الرخاء والأمن والاستقرار. ومن جانبه قال البروفيسور عبدالرحيم علي، الأمين العام لمنظمة الدعوة الإسلامية، في تصريح ل"قنا" إن التوجهات العامة للمنظمة تركز على التعليم وعلى اقامة شراكات مع الجهات الخيرية الأخرى في قطر وغيرها بجانب التركيز على الدعوة المباشرة وإعطائها أهمية خاصة في المناطق التي لم يصلها الإسلام بالإضافة إلى السعي نحو التعريف بالوسائل الإعلامية الحديثة عن عمل المنظمة لتفهم رسالتها والتقارب معها باستمرار. وأعرب عن رضاه لما أنجزته المنظمة على مدى حوالي 33 عاما من إنشائها، شاكرا كل من أسهم في تأسيسها وقيادتها والعمل بها حتى ترسخت أعمدتها على الأرض. المصدر: الراية القطرية 20/3/2014م