نجاح مؤتمر الحوار الوطني السوداني من خلال المائدة المستديرة داخل البلاد يزعج المتمردين في الجبهة الثورية وفي مقدمتهم قطاع الشمال الساعي للانفراد بمسار تفاوضي واتفاقية تحقق له مكاسب خاصة تتعلق بوضعية القطاع السياسية وضمان شرعية الفرقتين التاسعة والعاشرة بجنوب كردفان والنيل الأزرق. قطاع الشمال هو الأقرب لتحالف المعارضة اليسارية بالداخل من حركات دارفور وقد أصبح التحالف يسارياً محضاً بعد ابتعاد حزبي الأمة القومي والمؤتمر الشعبي من محطة الانتظار السرمدية لا ثورة ولا انتفاضة مدنية ولا محمية بالسلاح ولا اعتصامات ولا مظاهرات منظمة ولا يحزنون..!! استشعار قطاع الشمال وشبكة مناصرية من الغربيين ( أمريكان وأوربيين) بالخطر جراء تقدم قاطرة الحوار الداخل عي حساب صفقة مع الحكومة كانت ينتظرها القطاع تحت مظلة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي جعله يكثف ضغوطه علي أصدقائه في الخرطوم – الحزب الشيوعي وأحزاب أخري في تحالف الخرطوم بقيادة المحامي المخضرم فاروق أبو عيسي للعمل علي إفشال حركة الحوار الداخلي ومحاولة تعطيل عجلاتها لتسبق التسوية مع المسلحين إجراءات الانفتاح ناحية الديمقراطية التعددية ( متي كان جنرالات حرب العصابات يعتقدون في الديمقراطية؟!). ولهذا بدا التحالف مرتبكاً ومضطرباً وهو يكرر ذات العبارات القديمة الممجوجة ( لابد من تهيئة الأجواء إطلاق سراح المعتقلين بعد ان تم الإفراج عنهم – طالبوا بالعفو عن عقار وعرمان لابد من توفير ضمانات لابد.. لابد..). والحقيقة التي لا يريد ان يذكرها الأستاذ فاروق أبو عيسي والسيد صديق يوسف القيادي الشيوعي والمتحدث باسم تحالف اليسار إنهما وباسم هذا الكيان لا حول له ولا قوة مضطران الي المزيد من المزايدات بانتظار ركب ( عقار. عرمان.الحلو) عبر مفاوضات أديس أبابا او الانتقال بمؤتمر الحوار كله الي هناك (عشان خاطر حبايبنا)!! وأبو عيسي وصديق يوسف وإبراهيم الشيخ لم يتعلموا شيئاً من درس الراحل جون قرنق دي مبيور الذي باع التجمع الوطني الديمقراطي وكان يشغل منصب نائب الرئيس فيه ونفض يديه من المبادرة المصرية الليبية ) واتجه ناحية إيقاد حيث مضي قدماً في مسار صفقة نيفاشا التي ضمنت للجنوب والحركة الشعبية حق تقرير المصير والسيطرة علي الإقليم دستورياً وسياسياً وعسكرياً واقتصاديا ما ادي في نهاية المطاف الي انفصال جنوب السودان!! التحالف اليساري بالخرطوم يكرر الآن ذات الخطأ ويستجيب لضغوط (عقار –عرمان –الحلو ) الي ان يبيعهم الفريق عقار مرة أخري كما فعل في اتفاق (نافع. عقار) الذي لا ذكر فيه مطلقاً لحقوق ديمقراطية وممارسة حزبية مفتوحة للكافة وإطلاق الحريات العامة. الاتفاق الإطاري (نافع- عقار) يتحدث عن شراكة سياسية وتنفيذية بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية شمال فأين موقع تحالف المعارضة من ذلك الاتفاق؟!. يا لها من سذاجة فاضحة ان يظل التحالف مجرد مقطورة لجنرالات قطاع الشمال الذي لا هم لهم سوي إقرار دستورية مليشياتهم المسلحة!! لا ديمقراطية في وجود البنادق.. سلموا بنادقكم وهلموا الي الديمقراطية. لا صفقات مع المتمردين بعد اليوم بل حريات سياسة وإعلام والقطار لن يتوقف. نقلا عن صحيفة المجهر السياسي 9/4/2014