الخطر بات داهماً ويطرق أبواب معظم الدول العربية في شمال إفريقيا . لم يعد الأمر مجرد تحليل أو توقعات . هو واقع يتجلى في مصر، امتداداً إلى ليبيا وتونسوالجزائر، إضافة إلى دول إفريقية مجاورة . جاءت أحداث جبل الشعانبي في تونس مؤخراً، ثم أحداث تيزي أوزو في الجزائر قبل أيام، ثم في ليبيا من عمليات إرهاب واختطاف وفوضى، وحديث عن تدريبات عسكرية إخوانية هناك لتشكيل ما يسمى "جيش مصر الحر"، وما صدر عن زعيم القاعدة أيمن الظواهري من تصريحات مؤخراً بشأن مصر والجيش المصري، لتؤكد أن الخطر حقيقي، وأن الدول العربية في شمال إفريقيا باتت مستهدفة، ودخلت في مرمى الجماعات الإرهابية التكفيرية ك"أرض جهاد"، امتداداً لما يحدث في سوريا والعراق واليمن والصومال . كل ذلك يحدث تحت راية الدين في عملية تشويه وتزوير لنصوص سماوية أو أحاديث نبوية، يتم إنزالها إلى أرض الواقع بما يتوافق مع أهداف ورغبات تتعارض مع معنى النص، أي أن التأويل هنا يدخل كعامل مصلحي سياسي يخرج عن سياق الاجتهاد الذي يجب أن يكون أساسه العقل ومصلحة الأمة . النتائج تكون هنا كارثية، خصوصاً إذا ما دخل عامل التكفير واستحلال القتل وافتراس البشر وسلب الحياة كعقاب لكل مَن يعارض تأويل النص وتحريفه . من هنا يأخذ ما يجري في مصر ودول شمال إفريقيا بعداً خطراً في منحى الاعتداء على الأبرياء وضرب المؤسسات، خصوصاً الأمنية من أجل إضعاف الدول وتفكيكها، لأن هذه الجماعات لا تؤمن بالوطن، إنما بفكرة شمولية تتجاوز الحدود لإقامة ما يسمى ب"الدولة الإسلامية"، وهي مستعدة لفعل أي منكر لتحقيق أهدافها . إذاً، إن دول شمال إفريقيا التي بدأ الخطر يطرق أبوابها، مدعوة لمواجهته ضمن استراتيجية موحدة، لأن منابعه وامتداداته وأهدافه واحدة، لأن المواجهة المنفردة تظل قاصرة طالما أن الحدود مفتوحة وإمكانات الإرهاب متوافرة بعدما تحولت ليبيا إلى أرض سائبة للإرهاب والفوضى . المصدر: الخليج 22/4/2014م