بين مصر وقارة إفريقيا التى تنتمى إليها علاقات تاريخية وطيدة، فمصر هى إحدى الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية فى مايو 1963واستضافت أول قمة إفريقية، على أرضها فى يوليو 1964، وكان لها دور كبير وصوت مسموع فى كل القضايا الإفريقية. وعندما ظهرت الحاجة إلى تطوير منظمة الوحدة الإفريقية، شاركت مصر مع الزعماء الأفارقة فى إصدار «إعلان» سرت، الذى دشن إقامة الاتحاد الإفريقى ليحل محل منظمة الوحدة الإفريقية. ومع التطورات المتلاحقة فى مصر عقب ثورة 30 يونيو، اتخذ مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الإفريقى قرارا بتجميد مشاركة مصر فى أنشطة الاتحاد، وهو إجراء روتينى ينتهى بمجرد إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، حيث يكون لدى مصر مؤسسات ديمقراطية منتخبة. وبرغم ذلك، فقد تحركت مصر فى جميع الاتجاهات لحشد التأييد اللازم لإلغاء هذا القرار فى أسرع وقت، وشرح حقيقة الثورة الشعبية التى جرت وأطاحت بنظام حكم فاشل، وكذلك الخطوات المستمرة لتنفيذ خريطة الطريق. فى هذا السياق، يمكن فهم أهمية الجولة الأخيرة للمهندس إبراهيم محلب فى تشاد وتنزانيا، والنجاح الذى حققته بإعلان مسئولى البلدين بأنهما سيعملون على عودة مصر إلى مقعدها الإفريقى فى أقرب وقت، وأن استكمال خارطة الطريق يجعل عودة مصر إلى موقعها أمرا طبيعيا. وكذلك تأكيد الأنشطة الاقتصادية المهمة لمصر فى تشاد وتنزانيا، وأبرزها مشروع مقر وزارة الخارجية التشادية الجديد، الذى تشيده شركة المقاولون العرب، وتتويج الزيارة بفتح خط طيران مباشر بين القاهرة والعاصمة التشادية نجامينا. وبرغم قرار تعليق مشاركة مصر فى أنشطة الاتحاد الإفريقي، فإن مصر استمرت فى دعم علاقاتها مع أشقائها الأفارقة، وهو ما جعل وفد الاتحاد الإفريقى الأخير إلى مصر برئاسة عمر كوناري، يشدد على أن إفريقيا بحاجة إلى مصر وقيادتها، وأن يؤكد الرئيس عدلى منصور خلال لقائه مع الوفد الإفريقي، أن مسألة إنهاء تعليق مشاركة مصر فى الاتحاد الإفريقى ما هى إلا مسألة وقت.وخلال زيارة وزير الخارجية نبيل فهمى إلى بوروندى منذ عدة أشهر، أكد لوران كافاكورى وزير خارجيتها، أنه سيعمل على ضمان المشاركة الكاملة لمصر فى أنشطة الاتحاد الإفريقي، باعتبار أن هذا هدف ومصلحة إفريقية وليست مصلحة مصرية فقط. إن كل تلك المواقف توضح بجلاء مدى عمق العلاقات المصرية الإفريقية، وأنها بدأت فى العودة إلى مسارها الصحيح. المصدر: الاهرام المصرية 27/4/2014م