مازالت الجهود المصرية تجاه القارة الإفريقية غير كافية، وتفتقر إلى «رؤية واضحة» ترى فى أفريقيا «فرصا جاذبة» وليس «مخاطر وتهديدات»، كما أن الاقتراب من القارة كان «موسميا» ومن أجل «قضية» فرضت نفسها على النخبة المصرية. وتبدو جهود رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب جيدة فى مجملها لأنها ترتكز على خبرته فى «المقاولون العرب»، والتى كانت من أوائل الذين عرفوا فرص القارة البكر. كما أن جهود الخارجية المصرية فى الفترة الأخيرة تصاعدت لتصويب «الخطوة الخطيرة» تجميد أنشطة مصر فى الاتحاد الافريقى. إلا أن المصالح المصرية الحيوية والأمن القومى يتطلبان رؤية أوسع. وجهدا أكبر، وهذه الرؤية تتطلب أن ترى النخبة المصرية إفريقيا بمنظار أوسع. وأغلب الظن أن الرؤية المطلوبة وبشدة هو أن تتحول مصر وبحق إلى «بوابة إفريقيا»، بمعنى أن يتحول مطار القاهرة إلى نقطة لا غنى عنها من أجل الوصول إلى العواصم الافريقية المختلفة، والنقطة الأخرى أن تتحول مصر إلى «الوسيط» الذى من المفيد لأى طرف عربى أو أجنبى أن يلجأ إليه لإجراء الصفقات والاستثمار. والأمر الآخر أن تنفتح العمالة المصرية الماهرة والشركات والمصانع المصرية على السوق الافريقية الملية بالفرص، ولقد بات مطلوبا وبشدة أن ترتفع حركة التبادل التجارى مع افريقيا إلى 100 مليار دولار خلال سنوات، وهذا الرقم على ضخامته إلا أنه من الممكن الوصول إليه لو جرى وضع خطة عمل، وتحويل الأنظار إلى افريقيا مثلما تفعل الصين والهند وتركيا وبريطانيا وفرنسا والمانيا. وفى الحالة المصرية فإن القاهرة لديها الكثير الذى تقدمه للقارة، كما أن إفريقيا هى «الفناء الخلفى» لمصر والذى يجب أن تستثمر فى تحقيق الاستقرار والرخاء بين جميع بلدانه. ويبقى أن القاهرة عليها أن تقيم «منتدى القاهرة للحوار والتعاون مع إفريقيا»، والذى من الأفضل أن يكون حدثا سنويا رسميا بين القاهرةوالعواصم الإفريقية للبحث فى التعاون الاقتصادى والسياحى والاستثمار والتعليم والصحة والمياه والتصنيع الزراعى!. المصدر: الاهرام 12/5/2014