غابت قضية الحوار الوطني عن الصحفات الأولى لكل الصحف، وصعدت قضايا أخرى لم تكن بأي حال أشد إلحاحاً من الحاجة لاستعدال حال البلد ككل. هدف الحوار الاساسي هو الاصلاح الشامل سياسياً واقتصادياً وأية قضايا اخرى مرتطبة، ولذا فإن ترك المجرى الرئيسي للحوار وفرض اجندة اخرى على الساحة السياسية سيضر بقضية الحوار. الحزب الحاكم بحاجة لاجراء سريع لتغيبر المناخ واستعادة زخم مبادرة الوثبة قبل ان تدفن فى رمال الفساد. أول تحرك مطلوب هو علان نهائي يحدد بدء الحوار، ولإن كانت العقبة الآن هي عدم اتفاق احزاب المعارضة على ممثليها فى الحوار، فإن من شأن قرار رئاسي تحديد ميقات زمني نهائي لبدء الحوار أن يدفع بتلك الاحزاب للإتفاق. السيد الرئيس الذي قاد المبادرة بإمكانه إطلاق صافرة إنذار نهائية، فالزمن يجري والمناخ يفسد وليس من مصلحة أحد الانتظار اكثر مما حدث. مطلوب ايضاً تنشيط الساحة السياسية بندوات وورش عمل ومنتديات للأحزاب المشاركة فى الحوار، فمن شأن ذلك ان يشرك المجتمع المدني فى عملية الحوار ولكي لا يحس الشعب ان الحوار سيجري فى الصالونات المغلقة بعيداً عن نظره ومشاركته، فبالإمكان الاعلان عن أكثر من منتدى فى اليوم الواحد يحشد له المتحدثون حول ضرورة الحوار واهميته فى استقرار البلد وأثر ذلك على حياة الناس. لماذا لا تطلب الحكومة عون منظمات المجتمع المدني فى تصعيد اجواء الحوار، فمثلاً بالامكان ان تأخذ مراكز الدراسات حواراً أحدى ركائز الوثبة (السلام مثلاً) وتتبنى حواراً مع مخصتين وباحثين للوصول الى نتائج مهمة تقدم كوجبة جاهزة على موائد التفاوض. كل مركز او منظمة او جمعية يمكن ان تتخصص فى إحدى قضايا الحوار وتدير نقاشاً حولها وتوضح خطوطها وتطرح للأحزاب الخلاصات التى تتوصل إليها لتطرح على مائدة الحوار. من شأن ذلك بالطبع ان يختصر الزمن الذي سيتستغرقه الحوار. لابد من جهة ما تقود الحوار خارج أطره الرسمية يمكن تكوين تيم أهلي لادارة مثل هذا الحوار المجتمعي ولا بأس ان تدعم تلك الجهة مادياً لانجاز هذا الهدف وبالسرعة اللازمة. الاهم ان مثل ذاك الحراك الاهلي سيغير المناخ الذي يكاد يفسد ويهيئ الملعب للسياسيين ويرفد الساحة السياسية بأفكار تسرع من التوصل لتفاهمات فى وقت وجيز.. يا ترى من سيقوم بالمهمة..؟ نقلاً عن الرأي العام السودانية 15/5/2014م