وقفنا يوم الجمعة والسبت من أول هذا الأسبوع على حركة متوالية من أحزاب معارضة الشتات المعروفة بشتات جوبا، وهي معارضة غربية الشكل والمرمي والملمح، فالحركة الشعبية مثلاً حزب يحكم في شمال وجنوب السودان بمعني أنه حزب حاكم في الحكومة المركزية، وحكومات الولايات، وينفرد بنسبة اعلي في مناطق المشورة الشعبية الثلاث، ويكاد يحكم الجنوب منفرداً ومع ذلك يركب ظهر أحزاب شتات جوبا التي تتكون من حزب الأمة جناح مريم الصادق – المتحدثة باسم شتات جوبا – والطريف أنه يضم شيوخ الثمانين الصادق، الترابي، نقد، ابا عيسي !! وأبو عيسي هذا لا حزب له!! الا أن الإنقاذ حينما رأت أن تضم الشارع السوداني في مشاركة واسعة وغير مسبوقة وبعد أن وقعت اتفاق القاهرة جاءت به إلى المجلس الوطني ومع ذلك ما أن يرى صفاً، حتى ولو كان (تجمعاً لبائعين) سارع إليه لعله يجد فيه مكاناً يبث فيه حقده القديم الجديد ضد الإنقاذ وثورتها التي منحته عمراً سياسياً جديداً . ولكن سيادة الفريق عبد الرحمن سعيد زعيم التضامن ينكره تماماً ولكن أبا عيسي الذي جاء يوماً لإذاعة أم درمان على أيام شذي ثورة أكتوبر التي صنعها الشارع السياسي الإسلامي وكاتب هذه السطور أحد قادتها في اخطر مدن السودان عطبرة جاء ابو عيسي الإذاعة وأطلق بياناً يعلن فيه واجب حماية الثورة من الذين يريدون سرقتها فهب شارع أكتوبر السياسي الإسلامي ولكنه وجد أن كذبة ابي عيسي بلغاء!! وظل يكذب ويتحري الكذب على أيام حتى اضطر الحزب الشيوعي لطرده ثم طرده النميري بعد ذلك فذهب إلى القاهرة مرتمياً في أحضان المحامين العرب إلى أن تم طرده أيضاً، والآن عبد الرحمن سعيد قد طرده أيضاً، ولكن عمامته ونظارته ما تزال تملأ شاشة تلفاز شتات جوبا دون أن يشير إليه أحد ولقد أصبح شتات جوبا شتاتاً فعلياً. فالحركة الشعبية مضت للمشاركة في الانتخابات ولكنها سحبت مرشحها للرئاسة ومضي عبد الله دينق نيال مرشحاً للرئاسة وآدم الطاهر حمدون لولاية الخرطوم ومرشحو الشعبي على كل المستويات، دخل حزب الأمة مريم الصادق في الانتخابات وعلى كل المستويات وحزب الأمة مبارك الفاضل على كل المستويات. وسيدي الحسيب النسيب سحب مرشحه للرئاسة وبقي في المستويات الأخرى اذاً فالأمر لا يتعدي التكتيك.كما قال ضياء الدين بلال في قناة الجزيرة... فالانتخابات قائمة وفيها كل الأحزاب وكما قال الفريق الهادي محمد احمد لإذاعة ام درمان ان عهد الانسحاب انتهي منذ فبراير الماضي!! وان الأمر لا يعدو ان يكون جعجعة بلاء طحن.. خصوصاً لأوزان الأحزاب التي قرأت مواقعها جيداً كما قال محمد المهدي مندور المهدي نائب المؤتمر الوطني ولاية الخرطوم فلم تجد غير الفشل الذي اشرنا إليه أكثر من مرة!! ومن هذا المنطلق وعطفاً على هذه الرؤية لنقف عند قراءة تقرير مركز كارتر الذي تحدثنا عنه المرة الفائتة عن حديثه عن هدوء الأحوال في العملية الانتخابية ولكنه يشير إلى أن البينة تعاني من تركة سنوات القهر أي سنوات قهر يتحدث عنها وهو يؤكد أن تحسين حرية المرشحين في تنظيم حملاتهم ونشر رسائلهم الانتخابية عبر إعلام الدولة مسألة ضرورية.. وأقولها بملء الفم والقلم أن وكالة الإعلام الأمريكية لا تشارك في الحملات الانتخابية الأمريكية . والشيء الوحيد الذي ينقله الإعلام الرسمي الأمريكي هو إعلانات الرئاسة ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع الأمريكية وحتى المناظرة اهم جزء في الحملة الانتخابية تجرى خارج إطار (اليوسيكا) اختصار وكالة الإعلام والاتصال الأمريكية!! ويبدو أن تقرير كارتر قد كتب في التسعينات وليس في هذا القرن ولكن نشير إلى أن تقرير كارتر يصب في مجال الدعوة للتأجيل، حينما يتحدث عن المعوقات اللوجستية ولعله لا يعلم أن أمريكا دفعت ب 90 مليوناً من الدولارات للمفوضية، ولكنها أيضاً دفعت لأحزاب شتات جوبا أكثر من 110 ملايين دولار نامت علها الجهة التي تسوق شتات جوبا!! إلى ((حيث لا شمس النهار مظلمة .. والليل ناظر بأعينه البخل))!!. نقلاً عن صحيفة الوفاق 7/4/2010م