جبريل ابراهيم قائد حرحة العدل والمساواة التى تخوض حربها اليوم فى جنوب السوان كما فعلت ذات يوم وهي تحارب الى جانب القذافي وتشارك فى حروب الى جانب حروبها فى مناطق مختلفة من دارفور .. جبريل وأخوه خليل ابراهيم، عرفهما جيلهما باستقامة تتجاوز درجة (المقتصد) الى مقام (السابق بالخيرات) جهاداً ودعوة فى سبيل الله ولكن.. هي يجوز لي اليوم ان أستدعي قصة بلعام بن باعوراء، الذي حكى القرآن الكريم قصته المحزنة عن كيف كان عاملاً ربانياً من بني اسرائيل ثم تردَّى الى القاع؟ (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين. ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه).. الى أن وصفه الله تعالى فى كتابه الكريم بالإخلاد الى الأرض جراء اتباع الهوى. اخبار حركة العدل والمساواة التى فقدت المئات من قواتها خاصة فى مأساة بانتيو الاخيرة تقول ان الحركة ارتكبت انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان على نطاق واسع اثناء قتالها كمرتزقة بجنوب السودان ووفقاً للتقارير الصادرة من بعثة الاممالمتحدة فإن الحركة مارست أعمال القتل و الاغتصاب والسرقة والنهب وهاجمت المراكز الصحية بما في ذلك مراكز الاممالمتحدة، كما أجبرت الحركة النساء على السير عاريات خارج منازلهن. قد أصدق ان تحدث هذه الممارسات من عبد الواحد محمد نور الذي نشأ فى احضان الحزب الشيوعي البعيد كل البعد عن ثقافة وقيم هذه البلاد أو عرمان الشيوعي العريق لكن لماذا يصر جبريل ابراهيم صاحب التوجه الاسلامي على السير فى هذا الطريق المحفوف بجنهم وبئس المصير؟ لماذا لا يتعظ من تجربة أخيه خليل ويعود الى الوطن بدلاً من ان يركب رأسه وتأخذه العزة بالاثم؟ لماذا يصر على فرض رأيه بالبندقية التى كلفت اخاه وحركته وأهله فى دارفور بل والسوان كثيراً؟ لماذالا يجنح للسلم ويعمل بفقه العفو المعظم عند الله تعالى إن كان يظن انه قد ظُلم؟ أما آن لجبريل ان يتذكر مرجعيته القديمة التى تقول (ومن وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا ...).. أما آن له ان يتذكر الحديث الشريف (ما يزال المرء فى فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً) ..أما آن له ان يمتثل لقول الحق سبحانه وتعالي (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله أنه هو السميع العليم)؟ نقلا عن صحيفة الصيحة 19/5/2014م