إن تقييم أداء القوات الاثيوبية فى أبيي وتحديد نجاحها من عدمه، يبدأ من تحديد إطار مهتمتها الاساسية والتى تتلخص في حفظ الامن العام بالمنطقة والحيولة دون احتكاك العسكريين من الطرفين السوداني والجنوبي، بالاضافة الى توفير وتهيئة المناخ الملائم للجنة الاشرافية المشتركة المكونة من ممثلي الدولتين ولجانهما الامنية للمساعدة فى تكوين إدارية أبيي والمجلس التشريعي والشرطة واجهزة الخدمة المدنية. قياساً على هذا فإذا انجزت القوات ذلك تتحول مهامها وينحصر دورها فى حماية حدود المنطقة لأن ما سبق سيكون من اختصاص ومهام الدولتين، لكن الواقع يقول ان ذلك لم يحدث بفعل تعنت جنوب السودان، فالجانب السوداني باللجنة الاشرافية ذهب الى ابيي لإنجاز تلك المهام 16 مرة، لكن جنوب السودان ظل رافضاً لإكمال بقية الاجراءات حتى لا يمنح اعترافاً بحقوق المسيرية فى المنطقة، ما جعل ل(يونسيفا) مهاماً إضافية، فأضيف لمهامها بجانب الامن العام، الأمن الخاص بما في ذلك الخدمات، فإذا افترضنا -كما يرى كثيرون- أنها لم تؤد دورها، فإن ذلك يعود الى زيادة مهامها التى لا تدخل ضمن اختصاصتها ولكن فى تقديري انها أدت ما أوكل اليها بشكل معقول بالرغم من ان الدور اكبر من طاقتها لغياب الدولتين عن المنطقة . أما من حيث تهيئتها عدة عتاداً وعدداً وتسليحها وتفويضها وزيادة عددها وتسليحها، خصوصاً بعد الاحداث فى جنوب السودان وفقدانه السيطرة على قواته، وأنادي بضرورة ان تفرض الخرطوم سيطرتها على المنطقة بعد استشارة الاتحاد الافريقي، طالما كان جنوب السودان غير قادرة فى هذه الفترة على السيطرة وبعد هدوء الاحوال هناك يمكن ان تعود الترتيبات كما كانت. * عضو حزب الأمة القومي وقيادي مسيري نقلا عن الرأي العام السودانية 1/6/2014م