لوحت أوكرانيا امس بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع موسكو في إطار حربها على الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد، تزامناً مع إعلان يوم أمس يوم حداد وطني غداة اسقاط طائرة حربية قتل خلاله 49 عسكرياً، في حين اعلن «الناتو» انه يعد بإجراءات لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها لمواجهة روسيا، مشيراً إلى أن الحلف يتكيف مع حقيقة أن موسكو «تعتبره خصمها»، بينما استأنفت في كييف مفاوضات حاسمة بين الروس والأوكرانيين حول الغاز تفادياً لانقطاعه ما يثير مخاوف في اوروبا، وذلك اثر فشل جلسة تفاوضية أول من امس. ونكست الأعلام في حين رسمت قنوات التلفزيون على شاشاتها صورة شمعة ترحماً على 49 عسكرياً قتلوا في اشد هجمات الانفصاليين في شرق أوكرانيا منذ شن سلطات كييف العملية العسكرية الأوكرانية في ابريل. وقلص هذا الهجوم على الطائرة من طراز «ايل-76» الأوكرانية في لوغانسك أمل التهدئة التي بدأت تلوح في الأيام الأخيرة مع اول اتصال بين موسكو وكييف، وانتزع متظاهرون اول من امس العلم الروسي من سارية السفارة الروسية في كييف وألقوا عليها زجاجات حارقة. ونددت روسيا مساء اول من امس بعدم تحرك قوات الأمن التي قالت انها «لم تفعل شيئاً لحماية السفارة، ما يشكل انتهاكاً فجاً لالتزامات أوكرانيا الدولية». كذلك نددت الولاياتالمتحدة بهذا الهجوم ودعت كييف إلى احترام معاهدة فيينا التي تجبرها على ضمان امن المباني الدبلوماسية. قطع علاقات في الأثناء قال وزير الخارجية الأوكراني اندري ديشتشيتسيا امس إنه في حال استمرت روسيا في الإسهام في تأجيج الوضع في شرق أوكرانيا، فإن أوكرانيا ستضطر إلى اللجوء إلى هذه «الوسيلة الأخيرة». وتابع أن روسيا لا تمنع عبور تعزيزات إلى المتمردين عبر الحدود المشتركة. واختتم ديشتشيتسيا تصريحاته بالقول إن مجلس الأمن الأوكراني يعتزم إجراء مشاورات اليوم الاثنين حول إغلاق محتمل للحدود مع روسيا. وتوعد الرئيس الأوكراني المؤيد للغرب بترو بوروشنكو ب«رد ملائم» على الانفصاليين. وفي اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند دعا الرئيس الأوكراني إلى توسيع العقوبات الأوروبية ضد روسيا اذا «استمرت في زعزعة استقرار» بلاده. موقف «الناتو» إلى ذلك قال أمين عام حلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن، إن الناتو يعد بإجراءات لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها لمواجهة روسيا، مشيراً إلى أنه يتعين على الحلف الآن أن يتكيف مع حقيقة أن موسكو «تعتبره خصمها». وفي حين أوضح حلف شمال الأطلسي أنه ليس لديه نية للتدخل عسكريا في أوكرانيا، إلا أنه أرسل مقاتلات وسفناً إلى شرق أوروبا، وقال راسموسن إن الحلف يدرس إجراءات طويلة الأمد لضمان حماية حلفائه. وأضاف أن حلف الأطلسي يعد حزمة مساعدات لعرضها على وزراء خارجية الدول الأعضاء بنهاية الشهر الجاري، ستتضمن مساعدة أوكرانيا لإصلاح قطاعها الدفاعي وتحديث سلاحها الجوي، حسب ما أوضحت صحيفة الباييس الإسبانية. مباحثات الغاز وعلى جبهة الطاقة تحولت المفاوضات إلى سباق ضد الساعة اذ ان شركة غازبروم الروسية العملاقة امهلت كييف حتى اليوم الاثنين لتسديد ديون الغاز التي تقدر بنحو 1,95 مليار دولار. وفي حالة عدم تسديد الدين حذرت الشركة من انها ستعتمد نظام الدفع المسبق الذي يمكن أن يتحول إلى قطع امدادات الغاز. واذا حصل ذلك فإن امدادات اوروبا من الغاز التي يعبر نصفها اراضي أوكرانيا، قد تتضرر كما وقع في النزاعات السابقة حول الغاز في 2006 و2009. لكن كييف ترفض الزيادة في سعر الغاز التي قررتها موسكو بعد تولي القادة الأوكرانيين الموالين لأوروبا السلطة، نتيجة الإطاحة بالرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفتش، حيث ارتفع سعر آلاف من الأمتار المكعبة من الغاز من 268 إلى 485 دولاراً، وهو سعر ليس له نظير في اوروبا. وعرضت روسيا خفض السعر بمئة دولار. المصدر: البيان الاماراتية 16/6/2014م