تجري في السودان للمرة الاولى بعد 24 عاما الانتخابات العامة المتعددة الاحزاب . ويشير المراقبون الى ان نتائجها ستحدد التطور السياسي لهذا البلد للمرحلة المقبلة. لقد اصبح اجراء هذه الانتخابات الحالية ممكنا بعد تطبيع الوضع في جنوب البلاد ، والذي شهد على مدى 20 عاما حربا من اجل استقلال المنطقة. وفي عام 2005 ،ابرمت الحكومة المركزية السودانية مع الجيش الشعبي لتحرير جنوب السودان اتفاقية بشأن وقف العمليات العسكرية . كما ساهم في تحسين الوضع مسيرة التسوية في دارفور الذي يقع على الحدود مع تشاد وجمهورية افريفيا الوسطى. ويتعين على المنتخبين السودانيين انتخاب رئيس البلاد ، وكذلك نواب البرلمان ، الوطني والاقليمي.والمرشح الرئيسي لمنصب رئيس الدولة يعتبر الرئيس الحالي ، زعيم الحزب الحاكم "التقدم الوطني".عمر البشير. وهذا لا يتعلق فقط بمدى شعبية الرئيس ، وانما برفض الاحزاب المعارضة البارزة لتقديم مرشحين عنها . تجدر الاشارة الى علاقة بلدان الغرب بالسياسة السودانية سلبية جدا . وفي عام 2009 ، وبمبادرة من الولاياتالمتحدة الاميركية وشركائها ، اصدرت المحكمة الدولية للامم المتحدة مذكرة توقيف بحق الرئيس عمر البشير ، متهمة اياه بارتكاب جرائم حرب في دارفور. وجرى في تلك المنطقة في عام 2003 نزاع عسكري اتسم بطابع الصراع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والعرقي .وتعقد الوضع اكثر بعد ورود المعلومات عن اكتشاف حقول النفط الكبيرة في دارفور. بالحقيقة ، فان قرار المحكمة الدولية لم يتم تأييده من كل الدول . ونظرت العديد منها بما في ذلك روسيا الى ذلك بأنه يشكل خطرا على السلام المستقبلي في السودان . وتجاهلت السلطات السودانية مذكرة التوقيف بحق عمر البشير . واصبحت فيما بعد تتغير علاقة الغرب مع الاحداث السودانية ، كما تشير الى ذلك الخبيرة في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية اليونارا ليبيديف : لقد تغيرت قليلا في الفترة الاخيرة علاقة اميركا مع السودان ، ومع عمر البشير. لكن يبقى الضغط ، ولم يلغ احدا مذكرة التوقيف ، حيث لا يستطيع الاميركيون فعل ذلك. في الوقت نفسه ، قرر الاميركيون استخدام وسائل مختلفة ، لانه ليس من مصلحة احد خيار تفكك السودان. وهذا ممكنا، لانه يجب ان يستتبع الانتخابات البرلمانية اجراء استفتاء حول مشكلة وحدة البلاد . وهل سيبقى الجنوب في اطار حكم ذاتي داخل السودان ، او سيصبح دولة مستقلة. ان الانتخابات الحالية ستقرر الكثير . لان الامر يتعلق بمن سيعطي الناخبين السودانيين ثقتهم لتشكيل هيئات سلطة الدولة ، بما في ذلك منصب الرئاسة ، وبالتالي مستقبل البلاد.ان الهدف الرئيسي للسلطة الجديدة هي الحفاظ على وحدة السودان . واكد موقف موسكو في هذا السياق ، رئيس لجنة الشؤون الخارجية لمجلس الفيدرالية ميخائيل مارغيلوف الذي اعرب عن الامل ، بان تساعد الانتخابات في الحفاظ على "دينامية التسوية السلمية الهشة في دارفور وفي السودان عموما".