في الانتخابات السودانية التي تجرى لاول مرة منذ اكثر من عشرين عاما والتي تعتبر الاعقد في افريقيا من ناحية النظام المتبع فيها وعدد الايام التي يحتاج حتى يتم الانتهاء منها، فالتوقعات لدى الكثيرين مكتوبة على الجدار، فبالنسبة لهم فالفائز سيكون فيها الرئيس السوداني الحالي عمر احمد حسن البشير. ومع وجود بعض الاخطاء التي اعترفت مفوضية الانتخابات العليا بوقوعها ومقاطعة احزاب سودانية لها وتوقعات في الجنوب فالنتائج مكتوبة على الجدار والفائز حسب التوقعات سيكون فيها الرئيس الحالي عمر حسن احمد البشير، الذي يقود السودان منذ عشرين عاما ومطلوب لمحكمة جرائم الحرب الدولية بسبب النزاع في دار فور. وكل هذا لا يخفي الجانب الاحتفالي لدى الناخبين السودانيين الذين تجمعوا في مراكز الاقتراعات وفي درجات حرارة عالية لانتخاب رئيسهم. ولوحظ ان الكثير من الناخبين ومؤيدي البشير وضعوا على قمصانهم صورته وللتصويت لصالحه. وبحسب مؤيد للبشير فالنتيجة ستكون 99 بالمئة لصالح البشير، وتوقع ان يتوجه كل الناخبين لدعم الرئيس الحالي ومنحه الشرعية الانتخابية التي يحاول الحصول عليها بعد سنوات من الحكم العسكري، حيث جاء للبشير الى الحكم عبر انقلاب عسكري عام 1989 قادته الجبهة الاسلامية القومية. وحذر مؤيد البشير الذي نقلت عنه صحيفة 'نيويورك تايمز' قوله ان البلاد بدون البشير ستتحول الى صومال جديد. وقال المؤيد هذا وهو صاحب محل ورق ان البشير هو الوحيد المؤهل للحفاظ على وحدة البلاد وبدونه فلن يكون هناك سودان. هذا الرأي من داخل العاصمة ذات الشوارع المزفتة والخدمات الجيدة لكن رأي سكان الاحياء الفقيرة التي لا تصل اليها المياه الا عبر الحمير ويسكن فيها لاجئون من الجنوب فالانتخابات لا تعني لهم الكثير بسبب مقاطعة العديد من الاحزاب لها وتردد مواقف عدد اخر من القيادات الكبيرة تجاهها. وتنقل 'نيويورك تايمز' عن مهاجر جنوبي قوله 'لا نعتبر هذه انتخابات. وتحدث عن مشاعر الظلم التي يراها حيث قال ان الناس في الاحياء الفقيرة لا يزالون يعاملون معاملة العبيد. وعلى الرغم من قلة الناخبين في مراكز الاقتراع في هذه الاحياء الا ان الكثير من الناخبين انتظروا اكثر من 15 دقيقة في بعض المراكز للاقتراع. وفي الجنوب نقلت صحيفة 'اندبندنت' عن جنوبيين بأنهم يصوتون لحريتهم واستقلالهم عن الشمال. المصدر: القدس العربي 13/4/2010