في مقال بصحيفة لوس أنجلوس تايمز كتب الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر أن الانتخابات السودانية كانت مهمة رغم أنها لم تبلغ حد الكمال. واعتبرها كارتر أول انتخابات حقيقية في البلد منذ 24 عاما وأنها كانت خطوة هامة على طريق التنفيذ الكامل لاتفاق السلام الشامل. وقال إنه رغم معارضتها سلفا وإدانتها من قبل كثير من النقاد فإن هذه الانتخابات ستسمح لهذه الأمة التي مزقتها الحرب بالتحرك نحو سلام دائم وتعزيز سعيها لديمقراطية حقيقية. ويرى كارتر أن الانتخابات السودانية كانت أعقد وأصعب انتخابات يراقبها مركزه نظرا لاتساع السودان ووجود أكثر من 12 حزبا سياسيا وعدد من المرشحين المستقلين ونحو 15 ألف فرد ترشحوا لمناصب محلية وفي الولايات والتي تطلبت ثمانية صناديق اقتراع منفصلة في الشمال و 12 في الجنوب. رغم معارضتها سلفا وإدانتها من قبل كثير من النقاد فإن هذه الانتخابات ستسمح لهذه الأمة التي مزقتها الحرب بالتحرك نحو سلام دائم وتعزيز سعيها لديمقراطية حقيقية وأشار إلى أن مراقبي مركزه كانوا حاضرين في كل الولايات السودانية ال25 وبعضهم كان هناك منذ عام 2009. وأن الانتخابات حققت خطوة هامة مطلوبة على طريق تحقيق اتفاق السلام الشامل الذي أنهى الحرب الأهلية منذ عام 2005 ودعا إلى استفتاء عام 2011 بشأن ما إذا كان الجنوب سيصير دولة مستقلة. وتحدث عن الأسباب الأساسية التي دعت المعارضة للانسحاب من الانتخابات والتي تتلخص في ثلاثة أسباب: منع هزيمة الرئيس عمر البشير التي كان من المحتمل أن تسبب عنفا واسعا ونهاية لاتفاق السلام واستفتاء الجنوب السوداني، وثانيا تفادي هزيمة محرجة لمسؤولين كبار سابقين كانوا قد حصلوا على تأييد قليل أثناء حملاتهم، وثالثا تشويه العملية وتجنب إضفاء شرعية على فوز البشير الذي صدر بحقه أمر اعتقال من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وأشار إلى مشكلتين رئيستين على أرض الواقع شملتا قوائم الناخبين ومكان مراكز الاقتراع. وقال إن قوائم الناخبين اعتمدت على إجماع معيب وعدلت بموجب الترجمة إلى لغتين قبل الطباعة النهائية والإعلان الأخير قبيل يوم الانتخابات. كذلك تم خفض عدد مواقع التصويت إلى 16 ألفا وخمسمائة من 21 ألفا ومائتين، الأمر الذي كان يعني تحديد متوسط ألف ناخب مسجل لكل موقع. وأشار إلى تقارير بعض المراقبين عن حدوث تعديات وخاصة في الجنوب ومخالفات وقلة الشفافية في عملية جدولة الأصوات. وختم كارتر مقاله بأن الانتخابات، مع بعض الاستثناءات، كانت نسبيا هادئة ومنظمة وأشاد بالشعب السوداني ونحو مائة ألف من العاملين في التصويت على إتمام دورة الحملة الانتخابية بنجاح في ظل ظروف في غاية الصعوبة. وأكد أن على المجتمع الدولي والولاياتالمتحدة أن تظل على اهتمامها بالسودان، وأصر على ضرورة تنفيذ كل عناصر اتفاق السلام الشامل. وأن هذا هو الأمل الوحيد لشعب شجاع عانى الكثير، بما في ذلك شعب دارفور، من أجل طعم الحرية والسلام والديمقراطية.