أعلن الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، رسميا عن انطلاقة مبادرة الحوار المجتمعي الداعمة إلى مبادرة الحوار الوطني الشامل التي أطلقها في شهر ابريل الماضي . وأكد البشير، خلال مخاطبته امس للقاء الأول للمبادرة، على أهمية مشاركة الجميع في الحوار الشامل الذي احرز تقدما كبيرا في كافة مساراته . وجدد الرئيس البشير الدعوة لكافة الحركات المسلحة والمتمردة بالمشاركة في الحوار، وقال "إن اللقاء الذي تم امس يفتح آفاقا جديدة للوطن لتقارب أهله، وتفاهماتهم للنظر في أمهات القضايا الوطنية من خلال تقدم دور المجتمع وحضوره الفعال لقيادة حركة التغيير التي تنتظم في السودان من خلال تعزيز دور منظمات المجتمع بالمشاركة الفاعلة في قضايا الحوار التي تشمل السلام والاقتصاد والحكم والادارة والعلاقات الخارجية". وأكد البشير على الجدية الكاملة في إنفاذ خطط النهضة الشاملة وإعلاء القيم السودانية لصالح وحدة الصف وقوة القرار ومواجهة كافة التحديات من خلال التكافل والتازر والترابط . وأشاد بدور منظمات المجتمع السوداني التي سارعت لنصرة أهل غزة من خلال دور قوي وفاعل، ونوه بالدور الذي تقوم به آلية الحوار الوطني (7+ 7) التي توصلت لاتفاق بشأن خارطة الطريق العملية للحوار الوطني . وأعلن الرئيس السوداني أن مخرجات الحوار المجتمعي سيتم اعتمادها كتوصيات داعمة للحوار الوطني، متعهدا "بتوفير كافة السبل التي ستؤدي لإنجاح الحوار المجتمعي الذي يعتبر اساس الحراك السوداني الداخلي، وذلك في اطار التوجه نحو ترقية وتطوير السودان لتحقيق المقاصد المنشودة لبناء دولة قوية وراسخة لكل المواطنين". وكانت أحزاب المعارضة المؤيدة لمبادرة الحوار الوطني التي أطلقها الرئيس البشير قالت إنها وافقت على خارطة طريق لقيام مؤتمر الحوار الوطني.من جانبه، قال عضو آلية الحوار أحمد أبو القاسم هاشم إن ما اتفق عليه يلبي طموحات المعارضة والحكومة بشأن ما يجب أن يكون عليه مسار الحوار، دون أن يكشف عن مضامين الخارطة المتفق عليها.وقال إبراهيم غندور مساعد الرئيس السوداني إن مبادرة الحوار الوطني يمكنها استيعاب جميع المكونات السياسية من أجل البحث عن حل لأزمات البلاد.وكان رئيس حزب الأمة الصادق المهدي قد وقع مع رئيس الجبهة الثورية مالك عقار على إعلان باريس، الذي يهدف إلى "توحيد قوى التغيير بالسودان من أجل وقف الحرب وبناء دولة المواطنة والديمقراطية" . والتزمت الجبهة الثورية بموجب الإعلان بوقف العدائيات لمدة شهرين في جميع مناطق عملياتها لمعالجة الأزمة الإنسانية، وبدء إجراءات صحيحة للحوار والعملية الدستورية.وأوضح الجانبان أن البيان، الذي أطلقا عليه اسم إعلان باريس، صدر نتيجة لمباحثات معمقة بين وفدين من الطرفين في الفترة من 6 إلى 8 من الشهر الجاري, وقالا إن الهدف منه هو توحيد قوى التغيير في السودان من أجل وقف الحرب وبناء دولة المواطنة والديمقراطية.وأشار البيان إلى أن سياسات النظام الحالي "ترمي لزرع الفتن والشكوك بين قوى التغيير وتمزيق النسيج الاجتماعي السوداني كمصدر من مصادر قوة النظام للتربع على دست الحكم", وأضاف أنه يعطي الأولوية "لرفع المعاناة المعيشية عن المواطنين ومواصلة حملة كشف الفساد واستعادة أموال الشعب المنهوبة".وأعلنت الجبهة الثورية في البيان استعدادها لوقف العدائيات في جميع مناطق عملياتها لتوفير الأمن ومعالجة الأزمة الإنسانية ووقف قصف الطيران الحكومي على المدنيين وبدء إجراءات صحيحة للحوار والعملية الدستورية.كما اتفق الجانبان على مبدأ عدم الإفلات من العقاب وتحقيق العدالة والمحاسبة ورفع الظلم ورد الحقوق, وأكدا أن النظام السوداني الحالي يتحمل مسؤولية العنف في الحياة السياسية واستهداف المدنيين وتوسيع دائرة الحرب وارتكاب جرائم الحرب وفصل الجنوب. وذكر البيان أن الطرفين ناقشا بعمق علاقة الدين بالدولة كواحدة من القضايا الجوهرية، واتفقا على مواصلة الحوار للوصول لصيغة مرضية لكل الأطراف.ودعا البيان إلى إطلاق جميع المعتقلين والمحكومين سياسيا والصحفيين فورا، وعلى رأسهم رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ وتبادل الأسرى بين الجبهة الثورية والحكومة.واتفقا أيضا على عدم المشاركة في أي انتخابات عامة مقبلة، إلا في ظل حكومة انتقالية تنهي الحرب وتوفر الحريات وتستند لإجماع وطني، وتجيء نتيجة لحوار شامل لا يستثني أحد الي ذلك عقد زعيم متمردي جنوب السودان رياك مشار امس لقاء مع الرئيس السوداني عمر البشير في الخرطوم فيما لم يتمكن طرفا النزاع الجنوب سوداني من تشكيل حكومة وحدة وطنية مع انتهاء المهلة المحددة لذلك الاحد. وهي الزيارة الاولى لمشار الى الخرطوم منذ بدء النزاع بين قواته وقوات الرئيس سلفا كير في ديسمبر الماضي والذي اوقع الاف القتلى واجبر مليون ونصف مليون سوداني جنوبي على النزوح. وقال مشار للصحفيين بعد ان قدم للبشير شرحا عن سير المحادثات التي تجري في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا بوساطة من الهيئة الحكومية للتنمية (ايغاد)، "بيننا تاريخ طويل". واضاف مشار "هناك بعض المشكلات في المحادثات" في اشارة منه الى عدم الاتفاق على أن تجري المحادثات مباشرة بين المتمردين والحكومة او ان يتم اشراك أطراف أخر. وأكد مشار أن زيارته للخرطوم هي جزء من جولته في دول ايغاد حيث زار جيبوتي وكينيا واجرى محادثات في مايو الماضي مع الرئيس الكيني اهور كينياتا. وقد فشل طرفا النزاع في جنوب السودان في تشكيل حكومة وحدة وطنية مع انتهاء المهلة المحددة لذلك الاحد ما يشكل نكسة جديدة لجهود السلام رغم تهديد الاممالمتحدة بفرض عقوبات ومخاطر حصول مجاعة. وقال مدير منظمة اوكسفام غير الحكومية في جنوب السودان طارق ريبل في بيان نشر مس كان شعب جنود السودان ينتظر تسوية سياسية تؤدي الى حكومة انتقالية من اجل الخروج من النزاع". واضاف "بدلا من ذلك، لم يتمكن قادة جنوب السودان من تجاوز خلافاتهم والمعارك لا تزال مستمرة في البلاد فيما يخيم خطر المجاعة". الي ذلك فشل الطرفان المتنازعان في جنوب السودان في تشكيل حكومة وحدة وطنية مع انتهاء المهلة المحددة لذلك امس ما يشكل نكسة جديدة لجهود السلام رغم تهديد الاممالمتحدة بفرض عقوبات ومخاطر حصول مجاعة.وكان فريقا الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار ابرما في 9 مايو الماضي اتفاقا بضغط من المجموعة الدولية ينص على تقاسم السلطات في الايام الستين المقبلة، اي في 10 اغسطس.واطلقت المفاوضات بين الطرفين في كانون الثاني/يناير الماضي لكنها توقفت عدة مرات بدون تحقيق اي نتائج على الارض.واستؤنفت الاثنين في اديس ابابا العاصمة الاثيوبية لكن الطرفين لم يعقدا لقاءات بعد ذلك خلال الاسبوع.واسفر النزاع بين قوات كير ومشار عن الاف القتلى واجبر مليون ونصف مليون سوداني جنوبي على النزوح. المصدر: الراية 11/8/2014م