قالت صحيفة "فورين بوليسي" إن غياب إستراتيجية واضحة لواشنطن في التصدي للجماعات الإسلامية المسلحة التي تنتشر في مختلف أرجاء العالم من الصين إلى أفريقيا يعد فشلا تاريخيا للإدارة الأمريكية. وأضافت الصحيفة في تقرير لها نشرته عبر موقعها الإلكتروني اليوم، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لها مصالح في الشرق الأوسط عليها أن ترعاها وتنميها مثل توفير موارد الطاقة وعبور الشحنات التجارية والمشروعات الاستثمارية؛ لذا فإن الولاياتالمتحدة عليها توطيد العلاقة بالدول التي تعزز من مصالحها السياسية والإستراتيجية والمحافظة على نفوذها في مقابل خصومها. وأردفت الصحيفة، إن ما تسعى إليه أمريكا ليس مجرد أمن واستقرار المنطقة بل أنها تسعى للأمن الذي يحمي دول المنطقة من أن تكون مرتعا للإرهاب، ولكن في الوقت ذاته يجب الاستفادة مما حدث للرئيس الأسبق حسني مبارك؛ فقد أثبت أن الاستقرار مع مقاومة التغيير ما هو إلا وهم. وترى الصحيفة، أن سياسة الولاياتالمتحدة في التعامل مع انتشار جماعات الإسلام السياسي المتطرفة يجب أن تقوم على إحداث التغيير الذي يجعل من الاستقرار أكثر استمرارًا، ما يتطلب تجفيف منابع تمويل تلك الجماعات بالسلاح مثل دولة قطر وتركيا اللتان تمدا المسلحين في كل من العراق وليبيا ومصر وغزة بالأسلحة. وأشارت الصحيفة إلى أن حلفاء أمريكا في المنطقة عانوا كثيرًا من تخريب تلك الجماعات ما جعل بعض تلك الدول تتحرك لمواجهتنا، وأكثر ما يبرهن على ذلك هو اعتبار حماس عدوا مشتركا بين إسرائيل ومصر والعديد من الدول مثل السعودية والأردن والكويت والبحرين والإمارات. وأكدت الصحيفة على أن أمريكا في أمسّ الحاجة إلى تكاتف حلفائها في مواجهة الإرهاب حيث أنها في الوقت الراهن ليس لديها الثقة الكاملة في قدراتها على القيام بذلك بمفردها، أي أن هذا النوع من التحالف يشكل لأمريكا فرصة كبيرة لتحقيق أهدافها المرجوة. واختتمت الصحيفة تقريرها مشددة على أن انفراد أمريكا بزمام المبادرة في العالم في ظل عدم وجود رؤية واضحة، لم يعد الخيار الأمثل بين الخيارات المطروحة؛ فقد أدى إلى مزيد من الخلاف مع الحلفاء لينتهي الحال بظهور تهديدات غاية في الخطورة الأمر الذي قد يجعل تلك الفترة عهد الإخفاق الاستراتيجي للولايات المتحدة. المصدر: موقع محيط الالكتروني 12/8/2014م