لفت نظري خبر احتل موقعاً مميزاً علي صدر احدي الصحف مفاده أن قطاع الشمال دعا لاجتماع طارئ أعلن فيه رغبته خوض الانتخابات القادمة، وعلي الرغم من الإعلان كان (سراً) إلا أن تسريبات فحوي ذاك الاجتماع أشارت إلي أن قطاع الشمال بدأ يخطط للمشاركة في الانتخابات وأنه سيحشد عضويته للتسجيل في السجل الانتخابات بإشراف لجنة تضم بعض القيادات وأعضاء اللجنة التي شاركت في الانتخابات السابقة. هذه الخطوة من المهم قراءاتها مع الموقع الذي اتخذه قطاع الشمال من المفاوضات بينه ووفد الحكومة التي تعثرت بسبب المواقف المتعنتة التي يبديها فتنهار ولا تحقق أي تقدم، بما يعني أن سقف طموحاته يرتفع الي رئاسة الجمهورية.. فهو يخطط أن قطاع الشمال يحكم البلاد وقد عبر عن ذلك خلال الانتخابات السابقة حينما أعلن أمينه العام ياسر عرمان عن ترشيحه لرئاسة الجمهورية ممثلاً للحركة الشعبية قبل انفصال الجنوب. بينما الحركة الشعبية كانت تستخدمه كرتا لتحقيق من ورائه مكاسب وتصل الي أهدافها، وحينما أيقنت أنها يمكن أن تصل الي تلك الأهداف والمكاسب دون الحاجة إليه (ركلته) وقذفته بعيداً عن طريقها الذي حددت ملامحه (جيداً) بعد ما وضح لها جلياً أن وجوده ربما ينسف طموحاتها، وحينما قررت إبعاده مضت في تكتيكاتها دون أن تبلغه، بينما كان لا يزال يمني نفسه (ويحلم) بالظفر برئاسة الجمهورية وهو متيقن أن ذلك الحلم سيكون حقيقة طالما يجد الدعم والسند من الحركة الشعبية (المسنودة) خارجياً. وفجأة استيقظ من ذلك الحلم (الجميل) حينما (أمرته) الحركة الشعبية سحب ترشحه لرئاسة الجمهورية وحينما أصيب بخيبات أمل كبيرة، بل أصبح (محل) تندر وتهكم من الكثيرين حتي وصفوه بديك المسلمية الذي شرعت (ستة) في تحمير بصلته وقد عزمت علي ذبحه وطبخه بينما هو يملأ الدنيا صياحاً (يعوعي) ولا يدري مصيره.. كذلك فإن الشعبية سحبه مرشحاً لها لرئاسة الجمهورية بينما هو مازال يملأ الدنيا ضجيجاً ويوعد شعبه؟ أن كان له شعب- بأنه سيفعل لهم كذا وكذا.. ومنذ ذلك الوقت وفي قلبه حسرة.. والآن يجدها فرصة يحاول أن يغتنمها لذا فانه لا يرغب في استئناف المفاوضات مع الوفد الحكومي، فهو لا يزال يتعنت في تحديد موعد لمواصلة المفاوضات، فحتي الموعد الذي اقترحه ثامبو أمبيكي الوسيط الأفريقي في نهاية هذا الشهر تحفظ عليه قطاع الشمال ولم يبد الموافقة عليه، فطموحاته أكبر من أن يختزلها في حل مشكلات المنطقتين (النيل الأزرق وجنوب كردفان)، وهذا ما يفسر (إصراره) علي إقحام مشكلات السودان الأخرى في أجندة المفاوضات الي اتفاق بين الحكومة وقطاع الشمال. لذا فمن الأفق ألا (تجتهد) الحكومة كثيراً في إقناع قطاع الشمال الجلوس للمفاوضات، فوجهة عرمان أًبحت واضحة.. وهي فرصة (جيدة) أن يخوض عرمان الانتخابات ليكشف الجميع ضعف جماهيريته التي ظهرت إبان الانتخابات السابقة.. فجل الأصوات التي وجدها كانت من جنوب السودان، وقد حظي فيها بأصوات أعلي وهو أمر طبيعي لأنه المرشح الذي يمثل الحركة الشعبية، أما في الشمال فكانت الأصوات هزيلة علي الرغم من الزخم الإعلامي الذي حشده خلال حملته الانتخابية والتي كانت متساوية مع الحملة الانتخابية للرئيس البشير من حيث الزمن واستخدام الوسائل الإعلامية بما يشير إلي نزاهة الانتخابات.. عموماً هي فرصة لكشف (ظهر) عرمان ليعلم حقيقة حجمه (بالداخل) فان كان وجد دعماً خارجياً ليصل إلي وصل إليه أميناً عاماً لقطاع ظل متمرداً علي الحكومة ومتعنتاً حتي علي الجلوس معها متفاوضاً، فإن صناديق الاقتراع ستظهر ضعف جماهيريته بالداخل وبالتالي ربما يسحب (الخارج) ثقته فيه وما يترتب عليه من نزع لدعومات كان يتمتع بها لأنه كان منصباً نفسه زعيم العلمانيين الذي عبره ستنفذ (جهات خارجية) أجنداتها ومخططاتها تجاه السودان... نقلا عن صحيفة الرأي العام 25/8/2014م