د. رياك مشار نائب رئيس الحركة الشعبية والذي أدلي بالتصريح القنبلة الذي أطاح عرمان من السباق الرئاسي .. مشار الذي تمسكن، إلى حين، أيام كان سلفاكير وباقيان وعرمان يعقدون اجتماعاتهم في جوبا في غيابه بعد أن يرسلوه في مهمة إلى الخرطوم لمقابلة الأستاذ علي عثمان محمد طه والذي أذل من قبل أولاد قرنق (باقان وعرمان) حينما أبطلوا من اتفاقه مع الأستاذ علي عثمان من خلال اللجنة المشتركة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية .. مشار هذا تمسكن وانحني للعاصفة حتى تمكن يوم واتته الفرصة وجاءته تجرجر أذيالها فانقض بلا رحمة على عرمان وأنشب أنيابه في عنقه ثم تعمد وهو يفعل ذلك إجلاس عرمان إلى جواره وهو يعقد مؤتمره الصحافي الذي تلا فيه قرار ركل عرمان!! بمثلما جلس عرمان إلى الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر وأخرج إضغانه بين يديه وصب جام غضبه على المؤتمر الوطني اجتمع مشار مع غرايشون المبعوث الأمريكي وأوضح له ما يضمره جناح أولاد قرنق من الشيوعيين عندما أعلنوا انسحابهم بدون تفويض من المكتب السياسي للحركة بل وبالمخالفة لقرار رئيسها.. انسحابهم من الانتخابات في شمال السودان. مما قاله مشار أن الحركة قررت – رغم أنف جناح أولاد قرنق – المشاركة في الانتخابات على جميع المستويات باستثناء رئاسة الجمهورية ودارفور وهاجم مشار تحركات وتفلتات أولاد قرنق الذين سماهم بقطاع الشمال وعبر عن (خشيته من تحول قطاع الشمال إلى معارضة للحكومة المقبلة والي السعي إلى تقويضها على الرغم من أن قطاع الجنوب بالحركة قد يكون جزءاً من تلك الحكومة بهدف قيام الشريكين بإنفاذ ما تبقي من بنود اتفاق نيفاشا)!! أهم ما يمكن قوله تعليقاً على تصريحات مشار أن الرجل بات يتحدث عن قطاع الشمال ككيان منفصل عن قطاع الجنوب بما يعني أنه قد أقر بوجود نوع من الانشقاق يخشي أن يتطور حينما تتحالف الحركة (قطاع الجنوب) مع المؤتمر الوطني عقب الانتخابات ويقوم قطاع الشمال بدور المعارضة لحكومة المؤتمر الوطني وجناح سلفاكير المتمثل في (قطاع الجنوب)!! النقطة الأخرى الجديرة بالتأمل في حديث مشار أن الرجل نسي أن جناح أولاد قرنق لم يتخل في يوم من الأيام عن قيادة المعارضة ضد الحكومة طوال الفترة الماضية بالرغم من أن الحركة كانت هي الشريك الأكبر في الحكومة لكن مشار يخشي هذه الرمة من أن يوجه اولاد قرنق أو قطاع الشمال معارضتهم لعدوهم الجديد (قطاع الجنوب) الذي أنشق أو انشقوا عنه بعد إن كانوا جزءاً منه!! أنه الخلاف القديم بين قرنق وسلفاكير يتجدد بصورة أكثر حدة ويتطور هذه المرة إلى انشقاق كامل الدسم.. انشقاق ويحمل في طياته الخلاف الفكري القديم بين تيار الوحدة وفكرة السودان الجديد التي يعبر عنها قرنق ثم أولاده هلاكه وتيار الانفصال الذي كان ولا يزال يعبر عنه سلفاكير والقادة العسكريون في الجيش الشعبي!! نفس الخبر الذي ورد في صحيفة الرأي العام تعرض لتصريحات الفريق أول سلفاكير رئيس حكومة الجنوب ورئيس الحركة الشعبية لصحيفة النيويورك تايمز حيث قال الرجل للصحيفة ذات المصداقية العالية (أن الجنوب سينفصل العام المقبل بأي حال من الأحوال)!! بالطبع هذه ليست المرة الأولي التي يتحدث فيها سلفاكير عن الانفصال فقد قالها بصورة مدوية من قبل مخاطباً المصليين في كنيسة القديسة تريزا (اذا أردتم أن تكونوا مواطنين من الدرجة الثانية صوتوا للوحدة)!! العجيب في الأمر أن قرار قطاع الشمال بانسحاب من الانتخابات في الشمال يشكل دفعة قوية للانفصال بالرغم من انه جاء هذه المرة من دعاة الوحدة ومشروع السودان الجديد!! إنها المنح الربانية تتنزل على منبر السلام العادل من غرمائه الذين يخربون بيوتهم ومشروعهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاتبروا يا أولي الإبصار!! فأتني أن أقول أن الصراع الذي لم يتوقف منذ القدم بين تياري الوحدة تحت مسمي السودان الجديد والانفصال تبدي قبل الانشقاق الأخير في المئات الذين خاضوا الانتخابات بعد أن شقوا عصا الطاعة على الحركة بالرغم من أن بعضهم من قيادييها بل أن المدهش إن انجلينا وزيرة الدولة للطاقة (حتى الآن) والتي ترشحت مستقلة ضد والي ولاية الوحدة تعبان دينق المقرب من سلفاكير هي زوجة د. رياك مشار نائب رئيس الحركة ونائب رئيس حكومة الجنوب!!. أن الحركة تعاني ضعفاً مريعاً وتشهد تفككاً كبيراً بين تياراتها المختلفة وليس بعيداً عن ذلك الصراع الانتماء القبلي الذي يعتبر أقوى من الانتماء للحركة وهذا ما يجعل الحركة في وضع لا تحسد عليه. نقلاً عن صحيفة الانتباهة 14/4/2010م