حالة عدم التعريف أو التوصيف الدقيق لما تم في أديس أبابا صبيحة الجمعة الماضية هو اتفاق بين لجنة الحوار الوطني مع الجبهة الثورية أم هو إعلان مبادئ للحوار وهل الاتفاق الذي تم بين الطرفين برعاية ثامبو امبيكي هل هو خارطة طريق للحوار بين المكونات الداخلية المعارضة في الداخل والمعارضة في الخارج أم هو توافق مبدئي من قبل الحركات المسلحة مجتمعة تحت مسمى الجبهة الثورية للانخراط في الحوار الوطني، إجماع المراقبين على أن الذي تم في أديس لا يعدوا كونه الاتفاق على أجندة الحوار وليس اتفاقاً على الحوار سيما وأن الاتفاق على الحوار أصبح مشروطاً من قبل الجبهة الثورية من خلال المحاور الثماني التي أودعتها منضدة ممثلي الحوار الوطني عبر أمبيكي، حالة الاحتقان السياسي التي ظهرت جلياً بين الوطني والحركة الشعبية مشخصنة في شخصية الأمين العام للحركة الشعبية قطاع الشمال ياسر عرمان وبين المؤتمر الوطني من خلال تصريحات الأخير عقب التوقيع على الاتفاق مجازاً بأن الرسالة واضحة للمؤتمر الوطني بأن عليه التغيير أو سيتم تغييره الإشارات السالبة التي قدمها الأمين العام للحركة الشعبية قطاع الشمال قوبلت بإشارات أكثر سلبية منها حيث اعتبر الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني وزير الدولة بالإعلام ياسر يوسف إنهم لا يعترفون بالجبهة الثورية وان الذي تم في أديس أبابا ما هو سوى توقيع اتفاق مع الحركات المسلحة على الحوار الوطني وينظر مراقبون الى أن أزمة التسميات من قبل الأطراف والحكومة هي دائماً ما تساهم في تباعد وجهات النظر بين الأطراف بشكل عام ففي الوقت الذي ترفض الحكومة الاعتراف بالجبهة الثورية كمكون موحد للانخراط معه في التفاوض تحت المظلتين الدولتين الدوحةوأديس أبابا مجتمعين لحلحلة قضايا السودان ترفض الحكومة السودانية بالاعتراف بالمكون وتتمسك بالتفاوض المنفصل للمكون، وهو ما يراه محللون تكتيكاً سياسيً من قبل الطرفين أكثر النظرة الكلية للقضايا حيث تتمترس الحركات المسلحة تحت مسمى الجبهة الثورية والتعنت بالدخول في الحوار مع الحكومة كمكون واحد من بابا إضفاء نوع من القوة داخل المنبر التفاوضي وهو ذات التكتيك الذي استخدمته الحركة الشعبية إبان إجراء التفاوض معها حيث عمدت الى توحيد الفصائل المسلحة واعتماد التفاوض الموحد وهو ما يقدره المحللون بأهمية إكسابه شرعية وحجية داخل التفاوض بالإضافة الى رفع سقف التفاوض في هذه الحالة وهو المخاوف التي تتجنبها الحكومة والاعتماد على تفكيك المنابر التفاوضية لإضعاف سقوفات التفاوض بحجية أن هناك آخرين يردون مثل الذي تريدونه، المخاوف التي تبديها الأطراف من شأنها أن تزول مع اختلاف المسميات حالة نجحت لجنة (7+7) على إجراء حوار منطقي وموضوعي على المستويين الداخلي والخارجي خاصة وان عضو آلية الحوار د. غازي صلاح الدين اعتبر أن الحوار الوطني ربما يجري على مرحلتين داخلية وخارجية للحركات المسلحة وهي خطوة جديدة لسودنة التفاوض بين الأطراف السودانية والخروج من دائرة الاتحاد الإفريقي لحلحلة القضايا السودانية الداخلية، ويمضي مراقبون بأهمية أن تساعد الأطراف جميعها لجنة الحوار الوطني في إنجاح مهمتها واعتمادها كلجنة قومية لحل قضايا السودان الداخلية، الخروج من النفق المظلم بين الحكومة والمجموعات المسلحة وعدم الثقة المتبادل بين الطرفين بدأ يقل قليلاً بعد الاتفاق الذي وقع بأديس في انتظار أن تكسب الحكومة أسبقية المبادرة وتعلن بعد نتيجة الحوار الوطني التحاور للمكون الموحد لها (الجبهة الثورية) عبر المنبرين بالتنسيق مع الداعمين الدوليين لإحلال السلام في السودان. مرحلة باء الثقة بين القوى السياسية التي في الداخل والتي تحمل السلاح تحتاج من كل الأطراف تهيئة المناخ السياسي والكف عن إرسال الإشارات السالبة من قبل كل طرف توطئه الى الدخول في حوار شامل لاستثنى أحدا ثم اعتماد لجنة (7+7) لجنة حكماء السودان تعمل على تضميد الجراحات ورتق النسيج الاجتماعي ومراقبة سير العمل السياسي في البلاد، التكتيكات السياسية التي اعتمدتها الأطراف منفردة ابتداء بالجبهة الثورية التي تحركت نحو شهرين تجاه المجتمع الدولي في حالة استباقية للحوار الذي جرى في الداخل والمطبات السياسية التي حدثت بدء باعتقال الإمام الصادق المهدي والذي نفسه اعتمد أسلوب العصا والجزرة مع الحكومة بالتوقيع على إعلان باريس ثم التوقيع على إعلان أديس الرديف لإعلان باريس وجعل الكورة في ملعب الحكومة في انتظار من يسدد ضربة الجزاء التي احتسبها امبيكي في جولة التفاوض بين الحكومة والحركات المسلحة تحتاج الى لاعب يجيد الضربات الثابتة في مرمى الخصم وهو ما تنتظره الجبهة الثورية. نقلاً عن صحيفة ألوان 8/8/2014م