الانتخابات القادمة هي منعطف جديد للسياسة السودانية .. فأهل الإنقاذ يريدونها تأكيداً لشرعيتهم النهائية تحولت فيها الإنقاذ من شرعية ثورية بالانقلاب التي شرعية جديدة بدستور 1998م ثم شرعية توافقية بدستور 2005م الذي كرس اتفاقية السلام وبداية التحول الديمقراطي. من جهة أخرى فالانتخابات بالنسبة للمعارضة التي فشلت في الإطاحة بالإنقاذ عبر السلام أو الانتفاضة هي فرصة لهم لتغيير النظام عبر صندوق الانتخابات .. لا دماء ولا مظاهرات بل انتفاضة سلمية عبر ورقة الانتخاب .. إذن هي عملية حضارية سليمة نستحق أن يهتم بها الجميع.. لكن هناك شريحة كبيرة في المجتمع – خاصة العاصمة – لا تهتم بأمر الانتخابات فلم تسجل أسماءها ومن ثم لن تتمكن من التصويت وربما كانوا هم الأغلبية الصامتة ولكنها (سلبية) – يقول بعض هؤلاء السلبيون أنهم لم يسجلوا لأنهم غير مقتنعين بأي من الأحزاب الحاكمة أو المعارضة ولا يجدون البديل – ويقول آخرون أن نتائجها محسومة سلفاً لأن المؤتمر الوطني سيكتسحها إما بحكم قبضته على مفاصل السلطة أو بالتزوير كما حدث سابقاً أو لأن الأحزاب المعارضة ضعيفة مهلهلة ولا تقدم البديل خاصة وهي نفس الأحزاب والزعامات القديمة التي لم تستفد من تجاربها ولم تمارس الحكم بطريقة صحيحة بعد انتفاضة ابريل 1985م فهي لا تستحق أصوات الناس .. ويقول آخرون أنهم لا يجدون بديلاً واضحاً في شكل أحزاب أو تيارات أو شخصيات جديدة فلماذا يتعبون أنفسهم ويسجلوا أسماءهم خاصة أنهم اذا سجلوا فربما يتم استخدامها بواسطة جهات تزور إرادتهم ويصوتوا بأسمائهم كما حدث سابقاً؟. ويذهب اكثر الناس تشاؤماً بالقول أنهم يراقبون الوضع السياسي خاصة الصراع بين الشريكين مما يدل على أنه لن تكون هنالك انتخابات فلماذا يسجلون أسمائهم؟ هذه هي الصورة بكل أبعادها وحقائقها ولكن أنا شخصياً أخذت حقي بالتسجيل وسأنتظر لأرى . الرأي عندي أنه مهما كان رأي الرافضين للتسجيل فإنهم يفقدون (حقهم) بل لا يؤدون (واجبهم) تجاه وطنهم والصحيح هو أن يمارسوا حقهم في تسجيل أسمائهم في السجل الانتخابي لأنه سيكون في المستقبل هو السجل الدائم ثم اذا جاءت الانتخابات ولم يجدوا المرشح الملائم فمن حقهم الا يصوتوا له أو – وأن كان الأفضل – أن يصوتوا (لأحسن السيئين) فهذا هو السودان وهاهم السودانيون وإلا فليأتنا هؤلاء السلبيون ببشر آخرين أمن خارج الوطن .. إن كان ذلك ممكناً. الخلاصة أيها المواطن خذ حقك في التسجيل ولا تكن سلبياً، ألا تفعل فليس لك حق اذا جاءك (أسوأ السيئين) أو (أحسن السيئين) فمن المؤكد أنه لن تنزل ملائكة لتدير أحوالنا .. ولكن اذا تدهورت الأحوال فسوف يأتي الأسوأ. نقلاً عن صحيفة السوداني 11/11/2009م