قابلت حكومة الخرطوم الضيف الزائر من جارتها ليبيا رئيس الحكومة الليبية عبد الله الثني بالترحاب وأبدي رئيس الدولة المشير عمر البشير أمس بالخرطوم استعداد بلاده للتوسط وتقديم كل ما يلزم لتحقيق المصالحة في ليبيا كاشفاً عن تبني الحكومة لخطة محورية إقليمية (من دول الجوار الليبي) لحل الأزمة تأتي زيارة الثني في أعقاب علاقة ما بين الدولتين شابها تعكير وكثير من الأدران كادت إن تعصف بها بعد الاتهامات التي كالتها الحكومة الليبية لحكومة الخرطوم ودمغتها حينها بأنها تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في ليبيا لكن القائم بالأعمال الليبي في الخرطوم سارع حينها لتقديم أسفه لما بدر من تصريحات قال انها ((غير حقيقية)) وتخوف حينها من إن تلقي بظلال سالبة على العلاقة الوطيدة بني الشعبين الشقيقين. البشير أكد استعداد السودان لتقديم كل ما من شأنه أن يحقق المصالحة الوطنية ودفع مسيرة التنمية في ليبيا. وقال وزير الخارجية السوداني على كرتي في تصريحات عقب المباحثات إن السودان تبني خطة واضحة ومحورية من دول الجوار لحل الأزمة في ليبيا، أمن عليها الطرفان، وسيتم طرحها في إطار أوسع منوهاً إلى أنه تم إنجاز توافق وسط دول الجوار الليبي يقوم على أن المنهج المطلوب إتباعه هو منهج المصالحة والجمع بين الأطراف الليبية المختلفة. وأوضح كرتي أن المباحثات تعمقت في الموضوعات المطروحة بين البلدين. بث تطمينات لكن الحكومة الليبية والتي ذهبت حينها إلى أكثر من ذلك بمطالبتها الواضحة للمجتمع الدولي بمساعدتها في مراقبة أجوائها التي تم اختراقها من قبل طائرة سودانية كانت في طريقها إلى طرابلس لإمداد المليشيات الإرهابية بالسلاح ومضت في اتهامها إلى السودان عبر بيان صادر عنها إن حكومة الخرطوم تقوم بدعم المليشيات غير الشرعية المناوئة للدولة في ليبيا وعزت مطالبتها للمجتمع الدولي بأن دعم هذه المليشيات من قبل الخرطوم يعمل على تأجيج الصراع وتهديد السلم الأهلي في المنطقة وطالبت الحكومة الليبية بطرد الملحق العسكري السوداني لدي طرابلس باعتبار أنه غير مرغوب فيه لكن زيارة رئيس وزراء ليبيا للخرطوم ربما تكون بهدف بث التطمينات للشعبين بأن العلاقة مابين الدولتين بدأت ترجع لسابق عهدها أو ربما يكون الأمر له علاقة بالتواترات التي تشهدها المنطقة ودول الربيع العربي ومن ضمنها ليبيا نفسها لما يعرف من تداخل للحدود المشتركة مابين الدولتين حيث تجاورها إقليم دارفور التي تعيش صراعات في ظل اتهامات سابقة للحكومة الليبية باستضافة الحركات المسلحة وتقديم الدعم لها في صراعها مع حكومة الخرطوم ابان تولي الرئيس السابق معمر القذافي الذي اغتيل بعد خلعه من رئاسة ليبيا تحت مسمي ثورات الربيع العربي جعلت الاضطرابات الأمنية تضرب هذه الدول ومن ضمنها ليبيا بالإضافة للحدود المشتركة مع السودان كدولة جوار كلها تداعيات توثر علي العلاقة مابين الدولتين وفي الوقت نفسه (بحسب مراقبين) فان ليبيا من الدول التي تمثل عمق كبير في استقرار المنطقة بأكملها. أصل الخلاف أكدت ليبيا الشهر الماضي علي لسان أمر سلاح الجور الليبي العميد صقر الجروشي أن طائرة سودانية من نوع "انتونوف 74" طلبت التزود بالوقود من مطار الكفرة الواقع على بعد نحو 1800 كلم جنوب شرق طرابلس حيث سمح لها بالهبوط لتخضع فيما بعد للتفتيش في مطار المدينة ليتم العثور بداخلها على شحنة من الأسلحة والذخائر الحربية كانت في طريقها إلى المليشيات الإرهابية في طرابلس قابلها في الوقت نفسه تصريحات أخرى للآمر العسكري بالكفرة سليمان حامد بقوله بأن الأسلحة التي وجدت على متن الطائرة السودانية تتبع للقوات المشتركة السودانية الليبية، لحماية الحدود بين البلدين مؤكداً وصولها من السودان ردود أفعال لم تقف الخرطوم صامتة تجاه الاتهامات التي كالتها ليبيا للخرطوم فقامت وزارة الخارجية السودانية باستدعاء القائم بأعمال سفارة ليبيا بالخرطوم وأبلغته عبر وكيل الخارجية عبد الله حمد الأزرق – رسمياً – احتجاج السودان على تصريحات أحد منسوبي الجيش الليبي في بعض وسائل الإعلام متهماً السودان بدعم الجماعات المتطرفة بليبيا. ونفت بشدة دعم السودان لأي فصيل ليبي ضد الآخر في الأحداث التي تشهدها البلاد مؤخراً. وقال عبد الله الأزرق إن الخرطوم تقف على مسافة واحدة من كل الأطراف ومستعدة للتوسط لتقريب الشقة بين الفرقاء ولم تقف الخرطوم وقتها باستدعاء وزارة الخارجية حيث سارعت لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان السودان وقتها باتهام جهات – لم تسمها – بمحاولة تعكير العلاقات بين السودان وليبيا وقالت انها تقيم الموقف وتراقب وتتابع الملف مع وزارة الخارجية وأكد نائب رئيس اللجنة د. محمد المصطفي الضو موقف السودان الثالث والرافض للتدخل في الشأن الليبي والتزام السودان بمقررات مؤتمر الجوار مضيف إن الوضع في ليبيا أصبح غاية في التعقيد ومطلوب التعامل معه بحكمة مشيراً الى وجود جهات – لم يسمها – قال إن لديها مصلحة في تعكير الأجواء بين البلدين وإفساد العلاقة بينهما وشدد على أن السودان لن يساوم في علاقاته مع ليبيا انطلاقاً من مواقفه الثابتة وسياساته المعلنة في حسن جوار والتعاون مشترك عضد هذا الرأي القيادي بالمؤتمر الوطني عمر آدم رحمة عضو الوفد الحكومي لمفاوضات الدوحة لسلام دارفور في تصريحات صحفية إن الحكومة الليبية لا تمتلك أي دليل على دعم السودان لفصيل ليبي. خرجت زيارة رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني ببث التطمينات بأن العلاقة بالدولة الجارة ستذهب الى الأمام واتفق الجانبان السوداني والليبي على ضرورة توطيد العلاقات مابين الشعبين وبادرت الخرطوم بمد يد العون في المرحلة المقبلة في ليبيا من أجل دعم عملية السلام والاستقرار. نقلاً عن صحيفة الأهرام اليوم 2014/10/29م