سيخرج الرئيس البشير الفائز في الانتخابات التعددية التي شهدها السودان لأول مرة منذ عام ,1984 هذا هو توقع مؤيدي البشير وخصومه لسبب بسيط وهو أن الرئيس السوداني لديه من المواصفات ما يجعل الرئاسة في جيبه، وما يوفر لحزبه "المؤتمر الوطني" الفرصة اللازمة لقيادة البرلمان وتشكيل حكومة ائتلافية. ويقول تقرير لصندوق النقد الدولي إن الناتج المحلي للسودان تضاعف ثلاث مرات تقريبا منذ تولي البشير الحكم، وقد حدث معظم التقدم في العقد الأخير حيث بدأ السودان يستورد النفط ليدشن اطول وأقوى رحلة في النمو الاقتصادي منذ استقلاله عام ,1956 وتفسر ثمار التوسع الاقتصادي مثل بناء المدارس والطرق والمستشفيات وتوفير فرص العمل ، لماذا بدا السودانيون تواقين لانتخاب البشير، فلماذا يصوتون للتغيير ما دام وضعهم قد تحسن كثيرا في عهده؟. فالكثير من السودانيين يعزون الحداثة والازدهار لجهود رجل واحد هو البشير الذي يحكم بيد من حديد منذ عام ,1989 ورغم أن البشير الذي وصل إلى السلطة في انقلاب عسكري قد أتهم من قبل محكمة الجنايات الدولية بمسؤوليته عن جرائم حرب في دارفور فإن هذا الاتهام لا يهم أحدا في المناطق التي شهدت ازدهارا اقتصاديا، وإذا ما ألححت عليهم بالسؤال عن المحكمة سيقولون لك إنها تشكلت خصيصا ضد إفريقيا، متسائلين عن السبب الذي يدفع المحكمة إلى غض الطرف عن جرائم اسرائيل. وكما تقول صحيفة "نيويورك تايمز" يعتبر الرئيس البشير شخصية استقطابية في بعض أجزاء السودان مثل دارفور في الغرب ومثل الجنوب الذي يستعد للاستفتاء في يناير المقبل على امكانية الانفصال عن السودان. وخلال العملية الانتخابية التي استغرقت خمسة ايام وانتهت الخميس قالت غالبية الناس الذين سئلوا في وسط السودان والخرطوم عن الجهة التي سيمنحونها اصواتهم انهم سيختارون البشير وحزب المؤتمر الوطني. وكان التوقع السائد بين المراقبين ان يفوز البشير بسهولة حتى لو لم يلجأ -كما فعل - لاستغلال الإعلام الرسمي لضمان الفوز، وفي كل الأحوال فإن البشير لم يضع وقته، حيث أمضى الأسابيع الأخيرة متجولا في أنحاء السودان، منفقا الملايين على الملصقات الإعلانية والأدوات الدعائية. في منتصف عام 1999 بدأ السودان ينتج النفط الذي يعزى اليه الكثير من التقدم الذي حدث في عهد البشير لكن الفساد لا يمثل مشكلة كبيرة في السودان كما الحال في كينيا والكونغو ونيجيريا، ويقول البنك الدولي إن لدى السودان بعض أهم صناع السياسات الاقتصادية في القارة الإفريقية، وقد استثمر هؤلاء بحكمة في البنى التحتية والتعليم والزراعة نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 19/4/2010م