أشادت منظمة العون المدني العالمي في تقرير أولي لها حول الانتخابات السودانية 2010م بإقبال المواطنين لممارسة حقوقهم السياسية عبر الانتخابات رغم الكثير من الظروف ورغم تعقيد العملية الانتخابية مما يعكس وعيا شعبياً كبيراً في السودان. وقال التقرير أن النسبة العامة للانتخابات تعتبر مرتفعة إذ تعدت الستين بالمائة وهو ما يعكس حجم المشاركة الكبيرة والتي تعد احدي المؤشرات القومية لنجاح أي عملية انتخابية في التعبير عن الإرادة الشعبية بصورة جيدة. وأعربت المنظمة عن تقديرها للجهد الكبير الذي بذلته المفوضية القومية للانتخابات والأجهزة المساندة خاصة في ظل تعدد مستوي هذه الانتخابات قوميا وولائياً في المجالات التشريعية والتنفيذية عبر نظم انتخابية متعددة شملت نظام الأغلبية ونظام التمثيل النسبي من خلال الانتخاب الفردي والانتخاب بالقائمة. واشار التقرير إلي أن هذه الانتخابات قد جاءت بعد فترة طويلة قاربت ربع القرن من آخر انتخابات جرت في العام 1986، مما يعكس تحديا كبيرا ويتطلب جهدا مقدرا من اجل نجاحها. وأشار التقرير إلي المشاركة الكبيرة للمرأة السودانية ووصفها بالمؤشر الإيجابي ، وأنه يدلّ علي تنامي وعي المرأة السودانية في صنع المستقبل السياسي للسودان ، فضلاً عن هدوء الأحوال واستتباب الأمن الذي مكن من سير الانتخابات بصورة سليمة. واشار التقرير إلي الأخطاء الفنية والإدارية التي أدت إلي تأخير أو توقف عملية الاقتراع في عدد من المراكز ، مما أسهم في خفض نسبة المشاركة الشعبية في هذه الانتخابات ، إلي جانب استخدام بطاقات خاطئة في عدد من مراكز الاقتراع وقال التقرير أن العملية الانتخابية لم تلتزم بنص المادة (76) من قانون الانتخابات التي تنص علي أن تبدأ عملية عد الأصوات فور إعلان قفل باب الاقتراع ، مشيراً إلي أن العد بدأ في اليوم التالي لإعلان قفل باب الاقتراع. كما تم إغفال الفقرة الثانية من نفس المادة التي تنص علي استمرار عملية العد دون توقف او تأجيل حتى الفراغ من عد كافة البطاقات الموجودة بصناديق الاقتراع، اذ لم تعمل الكثير او معظم المراكز بهذه الفقرة.