في الوقت الذي كان يعقد فيه اجتماع الجمعية العمومية للحوار الوطني أمس الأول وتغيب عن حضوره الحزب الشيوعي وحزب المؤتمر السوداني ورئيس تحالف قوى المؤتمر السوداني ورئيس تحالف قوى الإجماع الوطني فاروق أبو عيسى، كان تحالف قوى الإجماع الوطني يواجه صراعات وغياباً، يبدو أن تحالف المعارضة بقيادة فاروق أبو عيسى يواجه "مطبات" كبيرة، مطالبة رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ رئيس تحالف المعارضة فاروق أبو عيسى بالتنحي عن رئاسة التحالف والنأي بنفسه عن الراهن السياسي الحالي، لافتا إلى أنه بات محاصراً بمجموعات معينة جعلته يصدر مواقف نابعة من فكرها ومنهجها، وقال انه يبدو وكأنه "متواطؤ" معها بما يعيق العمل في التحالف. في السابق بعد أن أشيع أن أبو عيسى تقدم باستقالته من منصبه في رئاسة التحالف، صدر بيان عن التنظيم نفى الخطوة، وشدد على أن الرجل لا زال يقود التحالف برغم أوضاعه الصحية المأزومة. وأن الأصوات التي تنادي بتنحى رئيس تحالف المعارضة زادت عقب هجومه على حزب الأمة والجبهة الثورية وبعض المجموعات السياسية، منوهاً إلى أن ذلك أحدث تبرماً واسعاً في صفوف العديد من المجموعات بالتحالف وطالباته بمغادرة منصبه. وهاجم فاروق مطلع أكتوبر الماضي تنظيم الجبهة الثورية في أعقاب تحركات ابتدرها شباب حزب الأمة لإعلان تحالف جديد يضم نحو عشرين تنظيماً، ودمغ أيادي في المعارضة والجبهة الثورية بمحاولة العبث بقوى التحالف بأدوات داخلية، متهماً الجبهة الثورية بالوقوف وراء تلك التحركات التي قال إنها غير مرضية، وإنها ترمي لإضعاف تحالفه وأحداث فتنة بين القيادات المنضوية تحت لوائه. ورأى الشيخ أن أبو عيسى لم يعد يحكم سنه مؤهلاً للمضي قدماً بقوى الإجماع الوطني ومواجهة التحديات الراهنة. لكن قوى التحالف تعتبر فاروق أبو عيسى هو الأمثل والمتفق عليه رئيساً لرؤساء أحزاب قوى الإجماع الوطني، وهناك بعض الأفراد يضغطون عليه ليسير التحالف وفق أهوائهم الشخصية، ويريدونه أن يكون رئيساً بدون صلاحيات. وقال رئيس حزب المؤتمر السوداني – إبراهيم الشيخ – أمس الأحد، إن حزبه سيقاطع الانتخابات المقررة العام القادم، لأن المناخ السياسي المقيد للحريات لا يسمح بإجراء انتخابات نزيهة. الجدير بالذكر أن تحالف قوى الإجماع الوطني أو تحالف أحزاب المعارضة هو تكتل الأحزاب المعارضة في السودان التي تمتنع عن المشاركة في الحياة السياسية في البلاد، وتعارض توجهات الحكومة وتضم 17 حزباً معارضاً، تأسس في سبتمبر 2009م، ويتزعمه فاروق أبو عيسى ودبت الخلافات داخل تحالف قوى الإجماع الوطني الذي يضم الأحزاب المعارضة حول قبول دعوة الرئيس بالحوار الوطني، فأحزاب الشيوعي والبعث والمؤتمر السوداني وغيرها وقفت بعيداً عن الضفة، وأعلنت موقفها صراحة بأنها رافضة للحوار واتخذت في سبيل ذلك مواقف، بينما أعلن من داخل التحالف كل من "الشعبي والأمة والناصري" أنها مع الحوار، وعندها الطرق بدأت في الافتراق في مسار أشبه بالمستقيم، بيد أن هذا الصدع في جسد التحالف سبق أن تم بعد موافقة بعض أحزاب التحالف للانخراط في الحوار لاقتناعهم بأنه المخرج لقضايا هذه البلاد" وتباين مواقف الأحزاب بين الرفض والقبول لا تعدو أن تكون مواقف قوى سياسية وجدت نفسها في تقارب حول قضايا معينة وأن اختلفت طريقة التعبير بين حزب وآخر، مما أدى لانقسام التحالف داخل نفسه وانفرط عقده برفض إبراهيم لرئاسة فاروق أبو عيسى للتحالف. وبالرجوع إلى السيرة الذاتية لابو عيسى ولد بمدينة ود مدني في 12 أغسطس 1933، وتلقى تعليمه بمدرسة النهر الأولية ثم الأميرية الإبتدائية ثم مدرسة حنتوب الثانوية وتخرج في كلية الحقوق جامعة الإسكندرية 1957م، والتحق أبو عيسى بالحزب الشيوعي 1949م في مؤتمر الطلبة في المرحلة الثانوية مع صلاح إبراهيم وفيصل عبد الرحمن، ورشحه عبد الخالق للجنة المركزية عام 1950م وعمل عضواً بالحزب حتى عام 1970م، وتقلد عدة مناصب في حكومة مايو وزيراً للخارجية ووزيراً لشؤون الرئاسة. وبحسب دكتور أسامة زين العابدين، إن الأحزاب السودانية أصبحت تحت أيدي قيادات محددة ولا تجديد في دمائها مما يصعب عملية الوصول إلى حلول في أي قضية تمس الحزب. وأضاف زين العابدين أن تمسك قيادات الأحزاب بمواقعها يضر بالسودان ومسرحه السياسي، موضحاً أن مبررات إبراهيم الشيخ تتمثل في تجاوز أبو عيسى للعمر الذي لا يمكن أن يقود به التحالف بقدرة عالية وإصدار قرارات حاسمة، وان المعارضة السياسية خرجت من الساحة السياسية لأنها لا تملك برامج بديلة ولا قيادة، والآن في طريقها لخسارة قاعدة النظام الديمقراطي المتمثل في صندوق الاقتراع بعد أن رفضت الدخول في الانتخابات وأصبحت الانشقاقات الداخلية تتجاذبها. نقلاً عن صحيفة الصحافة 6/11/2014م