قالت الشبكة الوطنية لمراقبة الإنتخابات أن المخالفات والأخطاء التي تخللت العملية الإنتخابية من الأمور المتوقعة في عملية إنتخابية بحجم هذه العملية ولا تنتقص من نزاهة الإنتخابات بشكل عام. وقال الناطق الرسمي باسم الشبكة الوطنية لمراقبة الإنتخابات د. طارق مبارك المجذوب في مؤتمر صحفي عقدته الشبكة بالخرطوم أنه بالرغم من وجود بعض المهددات الأمنية في مناطق محدودة جرت العملية الإنتخابية حتي هذه المرحلة بصورة عادية ، وأن مراكز الاقتراع شهدت وجودا مكثفا وحركة نشطة للمراقبين الدوليين والمحليين ، مشيرا إلي أن مراقبي الشبكة قد رصدوا حالات محدودة في المراكز تمثل اعتداءا أو تشويشا مثل حالات المشاجرة وتوزيع منشورات تحريضية حيث رصدت الشبكة في مركزين للإقتراع بولايتي النيل الأبيض وشمال كردفان توزيع منشور يدعو إلي افشال العملية الإنتخابية بالعنف ولم يتم تحديد الجهة التى أصدرت المنشور. وأشار المجذوب إلي أن التقرير المبدئي للشبكة التي تتكون من 9 مراكز بحثية تشرف علي عدد 2876 مراقبا محليا موزعين علي 7410 مركز إقتراع أكد أن حالات الغش وإنتحال الشخصية كأساليب انتخابية فاسدة محدودة من واقع تقارير مراقبي الشبكة وتم كشف بعضها واتخاذ مايلزم من إجراءات قانونية. واشار التقرير إلي أن نسبة الاقتراع حسب التقديرات الواردة من مراقبي الشبكة فاقت نسبة 65% من جملة الناخبين المسجلين لوحظ فيها زيادة نسبة إقتراع المرأة. وحول الأخطاء والنواقص التي حدثت من قبل المفوضية القومية للإنتخابات قال المجذوب أنها تشكل أخطاء فنية ولوجستية ولا تعتبر خروقات تمس جوهر العملية الإنتخابية. وقال المجذوب أن بعض المخالفات والأخطاء التي صاحبت عملية الإقتراع حدثت في نطاق ضيق وقد ساعد وجود وكلاء الأحزاب السياسية والمرشحين والمراقبين علي التنبيه لوجودها وتتمثل تلك الأخطاء في الإعتماد علي الشهادة التعريفية الصادرة من اللجان الشعبية بالأحياء السكنية وقد اعترض بعض وكلاء الأحزاب علي هذه الممارسة والتي تمت معالجتها عن طريق العريفين كما صاحبت العملية سقوط أسماء بعض الناخبين في بعض المراكز وتمت معالجتها بالرجوع إلي السجل الإنتخابي الاصلى. وحول تكافوء الفرص قال الناطق الرسمي باسم الشبكة الوطنية لمراقبة الإنتخابات أن الواقع السياسي الذي تتم فيه الإنتخابات ينطوي علي حقيقة مفادها أن حزب المؤتمر الوطني انفرد بمقاليد الحكم كتنظيم وحيد لفترة طويلة من الزمان استطاع من خلالها بناء قواعده وتنظيم عضويته بمستوي عال ، بينما تخوض الأحزاب السياسية الأخرى غمار الإنتخابات بعد انقطاع طويل عن الممارسة السياسية التعددية طيلة الفترة المذكورة فلا غرو أن تظهر مفارقة واضحة في استعدادات الأحزاب وإمكاناتها مع تلك المتوفرة لحزب المؤتمر الوطني وهذا ما سعت اتفاقية السلام الشامل وقانون الإنتخابات القومية إلي معالجته من خلال تبني النظام الانتخابي المختلط الذي يشمل تمثيل الأحزاب عن طريق القائمة إلي جانب الإنتخابات المباشرة عبر الدوائر الجغرافية وفي المقابل فإن العملية الإنتخابية في بداياتها لم تؤخذ بالجدية الكافية من قبل الأحزاب السياسية. وعن استخدام موارد الدولة قال الدكتور المجذوب أن قانون الإنتخابات قد حظر استغلال موارد الدولة ومعداتها في الحملة الإنتخابية ، وان التقارير الواردة للشبكة من الولايات لم ترصد حالات واضحة لاستخدام معدات الدولة ومواردها بصورة مباشرة في الحملة الإنتخابية.