قالت الأممالمتحدة إن التحقيق الذي أجرته في مزاعم بوقوع حالات اغتصاب جماعي في قرية "تابت" بشمال دارفور لم يسفر عن نتائج قاطعة ويحتاج إلى مزيد من التحريات ، في وقت رفض السودان الطلب وشكك في كفاءة بعثة "يوناميد". وأبلغ سفير السودان لدى الأممالمتحدة رحمة الله محمد عثمان حسب موقع "سودان تريبيون" مجلس الأمن، أنه لم تقع أي حالة اغتصاب بالمنطقة. ونشرت وسائل إعلام محلية اتهامات الشهر الماضي بأن جنوداً سودانيين اغتصبوا نحو 200 امرأة وفتاة ببلدة "تابت"، 45 كلم جنوب غرب الفاشر بشمال دارفور. وقدّم رحمة الله إلى مجلس الأمن التقرير الخاص بالخرطوم والذي أعده المدعي العام لجرائم دارفور ياسر أحمد محمد. وكتب المدعي في التقرير - حسب رويترز على نسخة منه أن الفريق بحث عن أي دليل مادي مثل ملابس ضحايا ملوثة بالدماء وأبواب محطمة في منازل بالمنطقة وإصابات بعض النساء أو الرجال، لكنه لم يعثر على أي دليل. وقال قائد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ايرفيه لادسو، إن الأمر يتطلب عودة فريق من قوة حفظ السلام المشتركة من المنظمة الدولية والاتحاد الأفريقي في دارفور إلى تابت "بسبب الوجود المكثف للجيش والشرطة" أثناء الزيارة الأولى للفريق قبل بضعة أسابيع. وحث لادسو وهو يخاطب مجلس الأمن الحكومة السودانية على السماح على الفور وعلى نحو مستقل، بدخول بعثة مشتركة من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى تابت حتى يمكن التحقق من التقارير ، واضاف "التحقيق المستقل من قبل الفريق المشترك هو وحده الذي سيعالج المخاوف المتعلقة بهذه المزاعم الخطيرة". الا ان سفير السودان لدي الأممالمتحدة شكك في الاتهامات وقال "كيف من الممكن تصور اغتصاب 200 امرأة وفتاة في قرية دون أن يقوم أحد بالانتقام لشرف ابنته أو زوجته أو دون أن يبلغ أحد عن الواقعة"، ووصف الاتهامات بأنها أكاذيب، قائلاً إن القوات الدولية كان لديها الوقت الذي تريده للتحقيق "من دون تدخل". وقال رحمة الله لمجلس الأمن، إن الحاجة لعودة محققين من عملية حفظ السلام إلى تابت توضح انعدام هذه البعثة للاحترافية وإنه كان يتعين عليها الانسحاب على الفور من القرية إذا كانت ترى أن وجود الجيش أو وجود قوات أخرى يعرقل عملها. وأكد السفير رحمة الله في الأممالمتحدة مجدداً أن الخرطوم ترغب في وضع "استراتيجية خروج" لبعثة حفظ السلام المشتركة بين المنظمة الدولية والاتحاد الأفريقي (يوناميد) في دارفور. وفي تصريحات صحفية اكد السفير رحمة الله عدم تحديد موعد ، وقال إنهم سيدرسون العديد من الخيارات، وأضاف أنهم ينتظرون أن يروا السلام يعم قريباً في دارفور، ويجب أن يتم الاستعداد لذلك. وقال رئيس عمليات يوناميد هيرفي لادسوس، إن فريقاً للتقييم الاستراتيجي تابعاً للأمم المتحدة موجود حالياً في الخرطوم لبحث الأمر، مضيفاً أن الأمر لا يتعلق بالرحيل غداً وإنما بالاتفاق على استراتيجية.