الإمام الصادق المهدي سياسي لا يمكن تجاوزه من أسرة عريقة معروفة ويجيد لعبة (فوران الدم).. ولكنه لا يجيد لعبة الحكم.. فالفرص التي وجدها الصادق المهدي في حكم السودان لم توت لا حد قبله ولن تكون بعده والصادق عندما يكون معارضاً يحرك الماكينة الإعلامية ويقوم بصولات وجولات، وسمعنا عنه في (تفلحون وتهتدون وإعلان باريس وإعلان نداء السودان) وحتماً هناك إعلانات قادمة كثيرة وأخريات من تفلحون وتهتدون) والسؤال الذي يجب أن نقف عنه.. ماذا أثمرت معارضة الصادق للوطن.. لا شئ يمكن أن أحفظه له.. حسب وجهة نظري.. والسبب أنه يسعى (لمسك العصاية من نصفها) وله (جوفين في قلبه) وأنا لا أقلل من هيبة الرجل ولكن أدعوه لموقف ثابت وواضح، فإذا كان معارضاً فعليه أن يتبرأ من أبنائه وأعضاء حزبه المنتمين لمؤسسات الدولة لأن انتماءهم ناتج من عضويتهم في حزب الأمة الذي يترأسه فإذا كان ذلك هو تفكيري وأنا من سكان الحاج يوسف ولا أعرف شيئاً في السياسة و(أظنه منطقي) فكيف سيكون تفكير المحنكين في العمل السياسي ومن خبروا دروبها سوى في الحكومة أو المعارضة أو الجبهة الثورية ولا أظن أن الجبهة الثورية ستكون صادقة معه وإنما تتظاهر بصدقها وهي التي تعرف كيف تستفيد من (الهنات والمواقف الشخصية لصالحها) أليس قطاع الشمال جزء من الحركة الشعبية نجاحاتها في خداع الحكومة وفصل الجنوب..مجموعة تقوم بذلك ومدربة في دول إرهابية تعرف تماماً كيف تتعامل مع الصادق المهدي بمبدأ أن تستفيد منه ولا يجني منها سوى صوراً تذكارية مع قياداتها وأنه لموقف بائس من سياسي كبير.. سألني الكثيرون متى يهدأ السودان فكانت إجابتي مع نفخة (اسرافيل).. والإجابة ناتجة من ارتفاع المصلحة الخاصة فوق سقف مصلحة الوطن – أو هكذا قناعتي – لو أن قادة الأحزاب المعارضة اهتموا بالسودان ومواطنيه لكسبوا ثقة الشعب ولو فعلها أحزاب الحكومة لما طالتهم الاتهامات فالنظر للمواطن البسيط بأنه بالأعقل يميز بين الذين يخدمونه والذين يستخدمونه فكرة بلهاء. فهناك سؤال جوهري ماذا فعلتم لنا يرميها للجميع فسيصمتوا. نقلاً عن صحيفة الأهرام اليوم 9/12/2014م