ربما لن يجد اعداد الحركة الشعبية والوحدة وقتا أفضل من هذه الايام لتمرير اجندتهم هكذا بدأت عضوة المكتب السياسي ومرشح الحركة المنسحب للولاية الشمالية ازدهار جمعة حديثها معنا عبر الهاتف امس قبل أن تقلل من امكانية حدوث انقسام داخل صفوف الحركة وأردفت ما ينتظره الكثيرون الان لن يحدث فالهمس المتصاعد هذه الايام حول وجود خلاف حاد داخل صفوف الحركة الشعبية لتحرير السودان تزيد من تاكيداته المواقف المربكة وتضارب التصريحات في الاونة الاخيرة بين رئيس الحركة الفريق أول سلفاكير ميارديت وأمينها العام باقان أموم ونائبه رئيس قطاع الشمال ياسر عرمان بجانب احالة الناطق الرسمي باسمها للتحقيق عقب ايقافه من أداء مهامه كلها تجعل الهمس اقرب الي الواقع مقارنة بحديث قادة الحركة الرافض للامر تضع نفيهم في الخانة الأبعد من الواقع . فالمتابع لما يدور داخل صفوف الحركة الشعبية لتحرير السودان يلحظ بلا شك حالة عدم الاتزان التي تمر بها منذ اعلان انسحاب مرشحها الرئاسي ياسر عرمان بشكل مفاجئ وظهوره في المؤتمر الصحفي الذي اذاع القرار برفقة نائب رئيس الحركة الدكتور رياك مشار في الوقت الذي كانت فيه احزاب قوي الاجماع الوطني ينتظر قرارات المكتب السياسي للحركة المنعقد بعاصمة الجنوب حتي تتخذ قراراً موحدا الا أن الحركة التي استبقت الجميع بالقرار وفأجاتهم به ولم تتوقف عند تلك المفاجاة لتعلن بعد 24 ساعة من قراراها الأول مقاطعة الانتخابات بكل الولايات الشمالية الأمر الذي كان بمثابة نقطة البداية لتضارب التصريحات التي لم تنتظر مرور يوم علي قرار باقان ليؤكد نائب رئيسها الفريق مالك عقار في حديث لقناة الشروق مشاركتهم في الانتخابات نافيا ما اذاعه الامين العام باقان أموم وأعقبه رئيس الحركة سلفاكير بتأكيده عدم مقاطعتهم الانتخابات باستثناء ولايات دارفور الثلاث... كل هذا التضارب فتح ابوابا كثيرة للتساؤل عما يدور داخل الحركة الشعبية فعضو مفوضية الدستور اقوك ماكور في حوار اجريته لصالح صحيفة الحقيقة ينشر لاحقا قال فيه: ان قرار المكتب السياسي كما اذاعه نائب الرئيس دكتور رياك مشار لا يشمل المقاطعة الكاملة للانتخابات وكل من يخالف ذلك سيعرض نفسه للمساءلة غير أن الامين العام الذي اتخذ القرار ومضي في تنفيذه بعد ذلك دون رجعة وقال انه يستند علي تفويض كامل لاتخاذ ما يراه مناسباً حول الانتخابات وخوضها او مقاطعتها.. الان الانتخابات انتهت ونتائجها اذيعت علي الجميع الا أن ظهور باقان وعرمان بجوبا نهار الامس اعتبره عدد من المتابعين بجانب تقارير نقلتها صحيفة التايمز البريطانية هو ايذان لتقديمهم للمحاسبة بشأن قرار مقاطعة الانتخابات التي جرت الاسبوع الماضي وقالت ان الخلافات حول المشاركة والمقاطعة أضرب في العلاقة بين قطاع الشمال برئاسة ياسر عرمان وقطاع الجنوب الذي يخضع لادارة سيلفاكير رئيس حكومة الجنوب ورئيس الحركة الشعبية الان ان القيادي البارز نائب رئيس البرلمان السابق اتيم قرنق قال ان الحديث عن خلافات داخل الحركة الشعبية ليس بالأمر الجديد وهو مستمر منذ 2005م معتبرا الخلافات في وجهات النظر لا تقود الي انقسام بالحركة وقال ان الخروج عن الحركة الشعبية ليس بالردة او الامر الغريب مضيفا ان الحركة ليست بالطائفة الدينية لأنها حزب سياسي متحرك وليس جامداً لكن الحديث عن وجود خلاف داخل الحركة الشعبية لم يقتصر علي ما تناقلته وسائل الاعلام وبعض منسوبيها من القيادات الوسيطة الذين تحدثوا الينا فعدد من حلفاء الحركة بدأ في اتخاذ مواقف اكثر حدة مما سبق وان كان اغلبهمن يبتعد عن المجاهرة برأيه في وسائل الاعلام.. الا أن المؤتمر السوداني وعبر نائب امينه العام مالك ابو الحسن صوب هجوما عنيفا علي الحركة الشعبية ووصفها بالبراغماتية حيال التحول الديمقراطي الامر الذي ياخذنا للبحث عن مستقبل الحركة الشعبية في ظل هذه التحولات التي طرأت علي الساحة السياسية فالشريك الاكبر وعقب خروجه من اجتماع بعاصمة الجنوبجوبا برئاسة النائب الاول سلفا ونائب الرئيس علي عثمان قالت مصادر انه بحث تشكيل الحكومة القادمة وضبط النفس والتعامل مع نتائج الانتخابات في ولاية النيل الازرق بعيداً عن الانفلاتات مما ظهرت نتيجة سريعا في بيان بثته وسائل الاعلام المحلية هناك والتلفزيون الرسمي بالخرطوم طالب فيه والي النيل الازرق ونائب رئيس الحركة مالك عقار الجميع بضبط النفس وحفظ الامن هناك . لكن التساؤلات حول مستقبل الحركة الشعبية يظل قائما بعد أن امتد الجدل حول تاثير الخلافات في تدعيم الوحدة أو التعجيل بانفصال الجنوب ورفض اتيم قرنق الربط بين مايدور داخل الحركة وبين تقرير المصير معتبرا امر الوحدة واجبا وطنيا لايقع علي كاهل الحركة وحدها لكن خلافات وجهات النظر بالحركة يمكن حلها داخل مؤسساتها واعتبر الحديث عن محاسبة الأمين العام باقان اموم ونائبة ياسر عرمان بالاجتهادات قبل ان يضيف: ( احالة أي عضو للمحاسبة ليس عيبا: ويؤكد العمل المؤسسي الذي لا يعرف كبيرا أو صغيراً) قبل أن يشير الي أن عرمان وباقان يقومون بزيارات راتبة الي جوبا تصل في الشهر الي اكثر من ثلاث مرات فما الجديد الان وحسب التايمز توقع خبراء سياسيون مصريون نقلا عن (التايمز) أن تزيد الخلافات داخل الحركة خلال المرحلة المقبلة رغم ان هذه الخلافات وصفتها الناطق الرسمي للقطاع الشمالي بالحركة الشعبية الدكتورة كيجي جيرملي في حديثها ل (الحقيقة) امس بأنها مجرد اجتهادات من جهات تريد ان تصطاد في الماء العكر الا أنها لم تنف وجود خلافات في وجهات النظر الامر الذي أكدته عضوة المكتب السياسي ازدهار جمعة وقالت: (الحركة متماسكة وقادتها متفقون في تشخيص الأزمة لكن ما يدور الان لا يعدو أن يكون خلافا في طرق الحل) الا أن ازدهار التي كانت تتحدث الينا من شمال السودان في الوقت الذي تتحدث فيه الصحف عن انعقاد للمكتب السياسي بجوبا نفت علمها به وقالت ليس هناك اجتماع للمكتب السياسي لكن يمكن أن يكون اوتجد عرمان وباقان هناك لاجراء مشاورات في أمور تخص الحركة للترتيب للاأام القادمة متبعدة خضوعهم للمحاسبة وعن اثر هذه الاخلافات التي وصفها عدد من المحللين بأنها صراعات بين تيارات الوحدة والانفصال الامر الذي رفضته ازدهار بشدة وذهبت في ذات الاتجاه الذي ساقه (اتيم) وحملت الاعلام مسؤولية اثارة الخلافات وصنعها عن طريق نقل تصريحات باسم رئيس الحركة اعتبرت انها كاذبة والهدف منها خدمة جهات بعينها لافتة الي أن هذا الامر سيربك المواطن الجنوبي وبدعم الانفصال اكثر من الوحدة ورجح فريق أن تصب الخلافات قد تولد لدي المواطن في جنوب السودان مخاوف من الانفصال في ظل استمرار الخلافات خاصة انها قابلة للتزايد في المستقبل وما تفجر منها علي خلفية تباين المواقف من الانتخابات في السودان هو مجرد الجزء الظاهر من الخلافات التي قد تدفع المواطن الجنوبي للتصويت لصالح الوحدة. نقلا عن صحيفة اخبار الحقيقة السودانية 22/4/2010م