توسط فرنسا بين حكومة الخرطوم والجبهة الثورية، كان بمثابة إشارة خضراء تعطي الأذن بمرور الفرنسيين لأول مرة في الشأن السياسي فأوروبا في الآونة الأخيرة اتجهت تدريجياً نحو القضايا السياسية الملتهبة بين الساسة. ومن غير المتوقع وفي خطورة وصفها الكثيرين بالجريئة أعلن السفير الفرنسي توسط باريس لتقريب وجهات النظر وردم الهوة بين الحكومة والجبهة الثورية. وبذات الخطي أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه إزاء دور العناصر المتشددة من إتلاف العلاقة بين السودان والغرب. تصريح الطرفين آثار دهشة المراقبين للشأن السياسي وتحديداً في تحرك (الديوك الفرنسية) وذلك من خلال ما كشفه برونو أوبير السفير الفرنسي في الخرطوم ل(اليوم التالي) أمس، عن أن فرنسا تلعب دوراً في تقريب وجهات النظر بين الحكومة والجبهة الثورية عبر تمرير رسائل لكل طرف، وأنها تعمل مع جميع الشركاء خاصة علي المستوي الأوروبي والاتحاد الأفريقي.. الأمر الذي فتح باب التساؤل حول الخطوة السياسية الأولي من نوعها في التدخل الفرنسي والتوسط بين السودانيون. كما بينوا ما وراء كواليس تحرك الاتحاد الأوروبي بين الرموز السياسية خاصة بعد التصريحات التي أطلقها السفير الأوروبي بالسودان بعد لقاءه برئيس حزب المؤتمر الشعبي د. حسن عبد الله الترابي أمس بمنزله ضاحية المنشية السفير توماس يوليشني، رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في السودان. وقال السفير أن الغرض من الاجتماع هو التوصل إلي فهم أفضل لآراء ومواقف المؤتمر الشعبي من الحوار الوطني والتي من المتوقع أن تعقد اجتماعاته في الفترة المقبلة. وأكد السفير توماس يوليشني أن الاتحاد الأوروبي يدعم عملية الإصلاح علي أن تكون شفافة وشاملة وجامعة لا استعادة السلام والاستقرار في السودان ومنطقة القرن الأفريقي. وأضاف أن المصالحة لا يمكن أن تتحقق إلا بمشاركة كافة أطياف المجتمع والأحزاب والتيارات السياسية. وأوضح السفير توماس يوليشني مناقشة قلقل الاتحاد الأوروبي من دور العناصر المتشددة من أتلاف العلاقة بين السودان والغرب. وطالب الدبلوماسي الأوروبي التصدي للأيدلوجيات والشبكات المتشددة وإعلاء وتشجيع قيم التسامح والحوار بين الأديان والتعايش السلمي المشترك. للمحلل السياسي والمهتم بالشأن الأوروبي د. عبد الرحمن أبو خريس قال أمس ل(ألوان) يجب الفصل بين الجهود الفرنسية للوسط الاتحاد الأوروبي، فالأخير يعتبر مؤسسة مستقلة بعكس السياسة الفرنسية مع وجود محطة تلاقي بينهما. ويضيف بالقول: علي الرغم من عضوية في فرنسا بالاتحاد الأوروبي إلا أن فرنسا وعبر وزارة خارجيتها لديها دوراً تجاه السودان، لديها مصالحة الخاصة ويري أبو خريس الاتحاد الأوربي بأن عمله ينصب في خانة العمل الإنساني لأنه يفقد للآلية العسكرية أو عدم وجود آليات الإنساني لأنه يفقد للآلية ضغط يمكن تستخدمها في سياساتها الخارجية. فتحرك السفير في المجتمع السياسي بجلوسه مع الترابي أو اتصاله بمنظمات المجتمع المدني يكون باب الاهتمام الأوروبي تجاه الإنسان السوداني سوا بمناطق النزاعات أو بشكل عام. وأهم نقطة فيما استجد في الساحة السياسية دور فرنسنا الوسيط بين الحكومة والجبهة الثورية، يصب في خانة حل الأزمة في جنوب كردفان، لا سيما وأن كردفان متاخمة لدول ذات نفوذ فرنسي كبير. ويقول أبو خريس فرنسا ترمي بإستراتيجية مستقبلية وخاصة أن فرنسا موجودة بشكل أو بأخر في الأحداث التي تجري في أفريقيا الوسطي واستهداف المسلمين وانتهاك حقوق الإنسان في مناطق النزاعات، بجاني التحركات العسكرية الواسعة في جبال النوبة هذين الاتجاهين سوف يؤثر علي فرنسا مستقبلاً. ويري أن تقدم الجيش السوداني في الميدان أشعر الفرنسيين بالخطر، لأن الجبهة الثورية في حالة القضاء عليها في كردفان، تتخوف فرنسا أن تكون كادوا والمناطق غير المحررة بوابة لدعم المسلمين في إفريقيا الوسطي، من هنا فرنسا نجدها تنظر للمدى البعيد لمجريات الأحداث في السودان. ويقول أبو خريس أن المناطق غير المحررة تمثل أمان لفرنسا التي بدأت تتحرك في توطيد علاقتها بالحكومة السودانية عقب التحرك السوداني لتحرر المناطق التي تسيطر عليها الجبهة الثورية حتي تضمن سيطرتها علي الدول الأفريقية، وتضمن جانب السودان في عدم دعم السودان للجماعات المسلمة بالسلاح في أفريقيا الوسطي. حول الدور الوسيط التي تلعبه فرنسا بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية يقول السفير الرشيد أبو شامة ل(ألوان) أمس، فرنسا متحملة مسئولية وجود عبد الواحد محمد نور في أراضيها، وعبد الواحد فعال سياسياً باتصاله بمجموعاته في السودان ويقوم بتحركاتهم من هنالك. ومن هذا الموقف تشعر فرنسا بخطورتها في هذا الاتجاه فضلاً علي وجود فرنسا علي الحدود الغربية للسودان وتحديداً في أفريقيا الوسطي ليترك هذا الوجود آثره في السودان بأشكال مختلفة ومتنوعة في الشأن السوداني. ويذهب أبو شامة إلي التحرك الفرنسي ناجم عن إحساسها بمسئوليتها ما يجري في السودان في ظل وجود عبد الواحد في أراضيها. ويقول أن تحرك حركة بوكو حرام يشكل إزعاج لتشاد من ناحية ومن أفريقيا الوسطي من ناحية أخري وهما دولتان حليفتان لفرنسا. ويضيف أبو شامة: الاتحاد الأوروبي تحركه في الشأن الداخلي قديم، ويشهد لسفيرهم بالتحرك ومشاركة في الندوات وبمقابلته للسودانيين. ولمقابلته لحسن الترابي (ما جديدة)، وتحرك السفير ومنذ قدومه تعتبر تفعيل دور الاتحاد في السودان، إلا أن التحرك بأي حال من الأحوال لا يغير في السياسة الاتحاد الأوروبي تجاه السودان نسبة لتحالف الاتحاد مع أمريكا، ما يقوم به السفير من نقل الأخبار ورفعه للتقارير لدوره ربما يخدم مصالح السودان في المستقبل . ويري أبو شامة أن التحرك الفرنسي أو الاتحاد الأوروبي في السودان لا يتطلب إذن، وأن يتعاملوا بالبروتوكول الدبلوماسي بإخطار الخارجية لأنها مسئولة عنهم. فحربة الاتصال والجلوس مع الأشخاص ممنوحة للسفارات في الأنظمة الديمقراطية فقط يكون الأذن لدي الدول غير الديمقراطية. نقلا عن صحيفة ألوان 4/2/2015م