هددت بعض الجهات التي تقاطع الانتخابات العامة بإجراء انتخابات موازية للانتخابات العامة، وهذا أمر جديد وغريب لم أر مثله أو أقرأ عنه منذ أن عرفت الانتخابات في بلادنا منتصف عقد الخمسينات، وحقيقة انتابني شعور بالضحك وأنا أقرأ مثل هذه التصريحات.. مقاطعة الانتخابات حق لمن يريد أن يقاطع وهناك إرث طويل في ذلك ولكنني لم أسمع قط بأن هناك جماعة أو فئة تعلن أنها تعد لتخريب الانتخابات لأي سبب من الأسباب. وفي الحقيقة إننا لو استعرضنا الذين لم يدخلوا حلبة الانتخابات فإننا سنجد أنها فئات لا تعرف الديمقراطية طريقا إليها وأنهم حسب التجارب السابقة لا يعرفون أيضاً معنى للديمقراطية بينما هم يملأون الدنيا ضجيجاً بعبارات التحول الديمقراطية.. وأدهش عندما يقولون هذه العبارات وليلتفت كل منادٍ بالديمقراطية منهم هل هي موجودة في ممارستهم.. هل هم أحزاب منظمة ومنتظمة لديهم في أحزابهم مؤسسات وتنظيمات داخلية.. هل يتم اختيار قياداتهم ديمقراطياً. إذا كانت الإجابة بنعم فهم يكذبون على الجماهير وإن كانت بلا فليس لديهم مبررات كافية لكي يقولوا ما لا يفعلون.. والانتخابات هي الحد الفاصل بين الديمقراطية والدكتاتورية.. وصناديق الاقتراع هي الطريق الأوحد للوصول إلى السلطة.. وليس الشعارات أو الأكاذيب أو الصوت المرتفع هو المؤدي إلى الحكم.. والشعب يدري ويعلم من هم هؤلاء ومن يقف وراءهم ومن يمول حملاتهم ومن يحرضهم على تخريب كل شيء حتى ممتلكات الشعب. إذن لا مكان للإرهاب والعمالة والخروج على قيم الشعب وأصوله وإرثه الحضاري.. فالشعب هو حارس التحول الديمقراطي بقبول الحوار الذي يؤدي إلى تحقيق الهوية ورسم معالم المستقبل للشعب السوداني. المصدر: الشرق القطرية 5/2/2015م