تكسرت مواقف ياسر عرمان في غرف التفاوض أمام الوفد الحكومي برئاسة البروفيسور إبراهيم غندور، فاختار الوسائل الخسيسة ليدير بها معركة بعيداً عن مواقف الفعل الحقيقي لتحقيق السلام فأصبح ينشط وسط قوى العمل المدني والمنظمات ورجال الكونغرس الأمريكي ليروج عندهم بضاعة مفشوشة يزعم فيها أفعالاً ضد حقوق الإنسان للحكومة وغندور ليفشل بها الزيارة الحالية للوفد. الخصومة الحقة أن تكون مشاركاً فيها ولك قضية محددة الأهداف، وعرمان اليوم ليس له من جنوب ليفصله ولا حركة شعبية يستطيع أن يحرر بها السودان ولم يستطيع أن يحرر ويتحرر من مواقفه التي يسوقها له فقدان الهوية والاتجاه. لو أن الثورية التي يدعيها الرجل كانت صادقة وحقيقية لدعته ليضع أمام من يقصد موالاتهم لقضايا السودان الحقائق الناصعة والبينة وهي حقائق تقول إن مساعد الرئيس إبراهيم غندور ما كان معنياً ولا مباشراً لقضايا الصراع حرباً وتفاوضاً من قبل، بل كان ينشط في مجال العمل النقابي والعمالي. هذه حقيقة يتعامي عنها عرمان كما يتعامي عن حقيقة مرة وهي ان الحركة الشعبية التي يريد إكمال مشوارها هي صاحبة اليد الحمراء الملوثة بالدماء والانتهاكات طوال فترة الصراع بين الحركة الشعبية والحكومة السودانية وان أسوأ سجل خطته الحركة قاده زعيمها الذي يتخذه عرمان مثالاً وقدوة ويبشر بفكره وسياساته ورؤاه شعراً فجاً ونثراً خاوياً لا يغطي بشاعة ما فعله قرنق والحركة الشعبية في الإنسان السوداني ولا يماثل أدني فعل شهدته البشرية في القتل والاغتيال والإبادة الجماعية. لو كان عرمان صادقاً لوضع بين يدي سادته الأمريكان الذين يستعديهم على وطنه الصورة الكاملة التي تبين ما فعله قرنق بالخصوم وقبل الخصوم من الحكومة السودانية برفقائه من حملة السلاح والقادة الأوائل في الحركة الشعبية. نريد لعرمان أن يكون صادقاً ويحكي لمن يريد منهم أن يقفوا في وجه زيارة وفد السودان للولايات المتحدة اليوم ويخبرهم عن الذي قتله واغتاله قرنق بدق المسامير في أرجله وتثبيته عليها حتى الموت. لو كان صادقاً لأخبرهم بما فعل قرنق في الرجل الذي قتله ضرباً بالسياط واستمر زبانيته في ضرب جثة الرجل لأيام كل يوم مائة جلدة. لو كان عرمان صادقاً لقص عليهم ما فعلته الحركة الشعبية وقائدها قرنق بنائب قرنق القائد وليم نون وبمؤسسي الحركة وليم قاي توت والقاضي مارتن ملوال وغيرهم. من الذي قتل مئات الآلاف في مثلث الموت ومثل بجثثهم وأحرقها؟.. لن يفعل عرمان من هذا شيئاً، إذ هذا ما يطلب من الذي يعرف شرف الخصومة. نقلاً عن صحيفة الرأي العام السودانية 2015/2/8م