يزور البروفيسور إبراهيم أحمد غندور "مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس المؤتمر الوطني العاصمة الأمريكية "واشنطن" في زيارة تحوز الآن على اهتمامات المحللين والراصدين، ذلك أن التواصل المباشر بين الخرطوم "وواشنطن ظل عالقاً منذ أمد طويل في دروب الوسطاء والمبعوثين ولم يتجاوز مرحلة التداول عن بعد عبر التصريحات والتمنيات. الموضوعية تقتضي عدم القفز مباشرة لتوقعات كبيرة، هذا لن يحدث ولن يعود "غندور" وقد مزق أوراق الحصار الأمريكي أو شطب أسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ولكن سيعود مساعد الرئيس حتماً وقطعاً بشيء في حقيبته قد يكون مقترحات أو تصورات أو تفاهمات لتأسيسات جديدة لشكل العلاقة بين السودان و الولاياتالمتحدة، أحياناً تضطر بعض التطورات البعض لاتخاذ مواقف جديدة قد تختلف عما سبق. الراجح عندي أن واشنطن ستطرح أفكاراً حول موضوعات الحرب والسلام في النيل الأزرق وجنوب كردفان وربما بعض الأوراق المرتبطة بالتطورات الإقليمية خاصة في الجوار السوداني الذي تأكد ل(الولاياتالمتحدة بشأنه أن الدور السوداني الايجابي فيه أكبر ومطلوب، ويبدو أن هذه التطورات في ملف العلاقات الثنائية يثير الآن قلق بعض الدوائر السودانية المعارضة لدرجة أن ياسر عرمان الأمين العام لقطاع الشمال تحول إلى ناشط ومدون يخطب ويناشد حشود المدونين للمصادقة على حملة لمنع غندور من الزيارة والتي مضت على النحو المعلوم. الإدارة الأمريكية لم تأبه كثيراً بهياج نشطاء المعارضة حدث هذا مع زيارة الوزير كرتي وفي هذا إشارة إلى أن هناك مصلحة ل(واشنطن ترغب في انجازها، وبالتالي فإنها غير مقيدة بقبول عطاءات أولئك الناشطين فتجاهلت ضجيجهم وربما لا تلتفت إليهم حتى بمجرد توضيحات. النجاح أو الفشل لن يقاس سريعاً في هذا النشاط بين السودان وأمريكا، لكن ما يرشح بعد ذلك سيحدد التوجهات الجديدة ولو على مراحل وقفزات، والى أن يتضح ذاك فمن المؤكد أن جزءاً من تفسير ما يجري سيعتمد على قدرة الحكومة السودانية على التعامل مع التصورات الأمريكية والتي لن تكون قطعاً كلها شراً ولن تكون أيضاً كلها خيراً. عموماً دعونا ننتظر ونرى والى أن نسمع ونشاهد كونوا وسطيين، أي لا تفرحوا كثيراً، ولا تتشاءموا كذلك، وكل حركة معاها بركة نقلاً عن صحيفة المجهر السياسي 2015/2/10م