بدأت اللجنة الفنية لترسيم حدود 1-1-1956م بين شمال وجنوب السودان المرحلة قبل الأخيرة من عملها والمتعلقة بترسيم الخط الحدودي علي الارض. وقال رئيس اللجنة البروفيسور عبد الله الصادق في مؤتمر صحفي أن اللجنة فرغت من مرحلتي جمع وتصنيف المعلومات وإعداد الوصف ورسم الخط الحدودي علي الورق ، ودخلت اللجنة الآن في مرحلة ترسيم الخط الحدودي الفاصل علي الأرض ، مشيراً إلي أن هذه المرحل تشتمل علي عمليات فنية تتمثل في الإستكشاف الجوي والأرضي النهائي للحدود ، وتحديد مواضع العلامات الرئيسية والثانوية ، وتثبيت العلامات الخرصانية علي الخط الحدودي وإجراءات ومراسم استلام العلامات الحدودية وتوثيقها. وأكد رئيس اللجنة أن عملية الإستكشاف النهائي التي انطلقت ذات شقين جوي وأرضي لاستكمال التحضيرات المساحية اللازمة ومعاينة مواضع العلامات الرئيسية والثانوية واختيار مواقع معسكرات فرق العمل الحقلي لتكون قريبة من مصادر المياه والطرق المعبدة والبيئة الصحية. وأوضح الصادق أنه تم في إطار التحضير لهذه المرحلة التنسيق مع رئاسة جمهورية السودان ، حكومة جنوب السودان ، الولايات المعنية ، مجلس الدفاع المشترك ، وزارة الدفاع الوطني ، الجيش الشعبي ، وزارة الداخلية ، جهاز الأمن والمخابرات الوطني والمفوضية السياسية لوقف إطلاق النار. ونوه الصادق إلي أن عملية الترسيم تتطلب التعاون الكامل من قبل المؤسسات المذكورة والمواطنين في المناطق الحدودية بجانب وجود إعلام مسئول يبرز أهداف وأغراض الترسيم المتمثلة في التنظيم الإداري بين الولايات والمصالح الزراعية والرعي ، مشيراً إلي انه لن يتضرر أحد من عملية الترسيم. وحول المدي الزمني الذي تستغرقه عملية الترسيم قال الصادق أن اللجنة ستفرغ من عملها قبل الاستفتاء ، وأن عملية الترسيم التي تجري الآن هي عملية ترسيم للحدود في دولة واحدة ، وأضاف أن مهمة اللجنة فنية فقط تتعلق بترسيم الخط الحدودي وليست لها صلة بالمسائل السياسية . ونفي الصادق أي تأثير لمسألة دارفور علي عملية ترسيم الحدود ، أما بالنسبة لترسيم حدود أبيي من قبل لاهاي أوضح أن الأمر لم يحدث لنا أية مشكلة خاصة وأن الشريكين لايختلفان حول الجزء الجنوبي لمنطقة أبيي. من جانبه أكد نائب رئيس اللجنة ممثل حكومة جنوب السودان ريك ديجول ان استصحاب اللجنة للسلطات المحلية في عملها يفرض مراعاتها لحرية الحركة ، الرعي ، ومنع الإزدواج الضريبي بتلك المناطق. جدير بالذكر أن اللجنة قد جمعت وثائق من بريطانيا ومصر ومكتبة الكونجرس ودار الوثائق القومية استعانت بها في عملها مما آخر عمل اللجنة.