الناطق باسم الحركة الشعبية قطاع الشمال أرنو نقوتلولودي، ورط القوى السياسية الموقعة على نداء السودان ببيانه الذي ذكر فيه أن الهجوم الخاطف على بعض المناطق بجنوب كردفان هو بداية حملة نداء السودان العسكرية. سرعان ما حاول ياسر سعيد عرمان أن يخرج القوى السياسية المتحالفة معهم في ميثاق نداء السودان من ورطة بيان أرنو. عرمان حاول أن يفصل بين المعارضة السلمية والعمل المسلح ويبعد القوى السياسية الموقعة على نداء السودان بعيداً عن مسارح العمليات العسكرية. سنكرر لهم ما قلناه من قبل: توجد حقائق عملية وواقعية يجب التعامل معها بجدية، بعيداً عن حسابات العواطف، وهي حقائق حاكمة في كل أقطار العالم، بغض النظر عن طبيعة الأنظمة. في بريطانيا، لم يكن مسموحاً للجيش الجمهوري الإيرلندي العمل السياسي، وعقد تحالفات مع أحزاب سياسية، مادام قد اختار لنفسه طريق العمل المسلح لفرض رؤاه السياسية. في تركيا، كل القوى السياسية الإسلامية والعلمانية، لا تستطيع عقد اتفاقات سياسية مع حزب العمال الكردستاني، بل لا تستطيع الحديث عنه بإيجابية في أجهزة الإعلام. سألت مسؤول التحرير بصحيفة (حريات)، أكبر صحف المعارضة بتركيا: هل تسمحون بنشر أخبار أو آراء إيجابية عن حزب العمال؟.. الرجل رد بحسم أن ذلك مستحيل، فهم يرفضون التعامل مع أي حزب يختار السلاح كوسيلة للتعبير عن نفسه. لا يستطيع حزب أو جماعة بالولايات المتحدةالأمريكية، إجراء مقابلة مع زعماء القاعدة في أفغانستان، مصحوبة بالصور والابتسامات والاتفاق معهم على أي شيء، دون أن يستوجب ذلك مساءلة قانونية. لا يستطيع حزب أو جماعة في مصر، الاجتماع مع حاملي السلاح في سيناء، والاتفاق معهم على أي شيء، ومن ثم العودة إلى القاهرة للممارسة نشاطهم السياسي بصورة طبيعية!. ((2)) ليس من المنطق، مطالبة الحكومة السودانية بتسامح يسوعي، مع قوى سياسية، قامت بعقد تحالف مع قوى حاملة للسلاح، ولا تزال تشن هجوماً عسكرياً على المدن. لا يمكن الجمع بين العمل السلمي والعمل المسلح، ولا يمكن السماح بالتحالف بين حملة السلاح والأحزاب السياسية. في ذلك لا فرق بين الجبهة الثورية السودانية وداعش الإسلامية .. طالما أنهما يتخذان السلاح وسيلة لتحقيق الأهداف السياسية. الصادق المهدي رئيس الوزراء في الديمقراطية الثالثة، قام باعتقال قيادات أكاديمية، لأنها شاركت مع الحركة الشعبية الحاملة للسلاح، في ندوة إمبو الإثيوبية. كانت مشاركة في ندوة فقط، ولم تعقد اتفاقاً معها. ((3)) توقيع نداء السودان بين بعض أحزاب المعارضة والحركات الحاملة للسلاح، جاء متزامناً مع تصعيد عسكري في جنوب كردفان.. هل من المنطق أن تقبل الحكومة السودانية بوجود كيان تحالفي بين فصيلين أحدهما يحمل السلاح في الأطراف، والآخر يمارس المعارضة السياسية في العاصمة الخرطوم؟ أعطوني نموذجاً لأي دولة في العالم تقبل بذلك! على الجبهة الثورية أن تعلن إيقاف إطلاق النار، واعتماد العمل السياسي كوسيلة للتغير، وبعد ذلك عليها أن تتحالف مع من تشاء ضد من تشاؤ! نقلاً عن صحيفة السوداني 2015/3/16م