طفحت إلى السطح مجدداً الخلافات داخل تحالف قوى الإجماع الوطني بسبب موقف القوى السياسية من النظام الحاكم، ففي الوقت الذي وافقت فيه قوى سياسية كانت مؤثرة داخل تحالف المعارضة على الحوار الوطني ولبت دعوة رئيس الجمهورية بالجلوس للحوار خلال خطاب الوثبة الشهير في يناير من العام الماضي، ظلت قوى أخرى متمسكة بمواقفها الداعية إلى إسقاط النظام عبر الانتفاضة الشعبية فيما دفعت أخرى بخمسة شروط للجلوس للحوار والتفاوض. بيد أن الأخيرة ظلت في حالة حراك يومي ووقعت عدداً من الاتفاقيات بينها وبين قوى أخرى خارج التحالف من ضمنها المعارضة المسلحة والقوى الأخرى التي خرجت للتو من صفوف التحالف بعد أن اختارت طريق الحوار المباشر مع الحكومة دون شروط مسبقة، وفي تطور مفاجئ رضخت القوى التي وضعت شروطاً مسبقة للحوار مع النظام إلى الحوار وراجت شائعات قوية عن أن تلك القوى اختارت طريق الحوار مع الحكومة عبر المؤتمر التحضيري المزمع عقده بأديس أبابا في يوم 29 إلى 30 من الشهر الجاري دون أي شروط بعد أن وقعت ذات القوى على إعلان برلين مع الجبهة الثورية وحزب الأمة برعاية ألمانية، التمسك بالشروط لكن القيادي بقوى الإجماع واحد الموقعين على إعلان برلين مع الجبهة الثورية وحزب الأمة برعاية ألمانية، التمسك بالشروط لكن القيادي بقوى الإجماع واحد الموقعين على إعلان برلين محمد علي جادين قال ل(التيار) : رفض أن تصنف قوى الإجماع الوطني ضمن القوى التي ترفض مبدأ الحوار مع النظام وقال إن تحالف المعارضة ومنذ خطاب الوثبة في يناير الماضي وافقت على الحوار بشروط مسبقة وكان جوهر الخلاف بين مكونات التحالف في هذه الشروط، ففي الوقت الذي تمسكت فيه معظم القوى السياسية بتنفيذ الشروط الخمسة رأت أحزاب الأمة القومي والمؤتمر الشعبي الجلوس مع النظام في طاولة الحوار دون شروط مسبقة، بيد أن قوى أخرى أكثر تشدداً يقودها حزب البعث الذي إتهم رفقاءه بالتسويق لتسوية سياسية مع النظام، وقال الأمين السياسي للحزب كمال بولاد في حوار سابق مع التيار: إن تلك القوى طالبت – علناً – بتفكيك تحالف قوى الإجماع الوطني لصالح التسوية السياسية، لكن جادين عد كلام بولاد من قبيل (الكلام الفارغ)، وبرأ جادين التحالف من تلك التهم ودفع بعدد من الأدلة التي تنفي ما تفوه به بولاد قائلاً إن الخطوات التي تمت في برلين لا تعني أنها تنازل من تحالف قوى الإجماع عن شروطها المسبقة، وكشف ل(التيار) إعلان التحالف عدم حضور المؤتمر التحضيري المزمع عده في أديس نهاية الشهر الجاري، وفوض الجبهة الثورية وحزب الأمة بالجلوس مع الحكومة وتنويرهم بما يخرج به المؤتمر، وأضاف قائلاً : (سننتظر مخرجات المؤتمر وبعدها سنقرر أن كنا سنجلس للحوار مع النظام أم نمضي في تنفيذ خياراتنا الأخرى؟). ويبدو من حديث جادين أن قوى الإجماع لا تريد أن تجلس مع النظام بسبب القطيعة النفسية، وتحاول أن تراقب المؤتمر التحضيري من على البعد رغم أن الدعوة له لم تتم من الحكومة وإنما هو منبر ينظمه الاتحاد الأفريقي عبر الآلية رفيعة المستوى بقيادة ثامبو أمبيكي، لكنه – بالطبع – منبر له ما بعده في دفع عجلة الحوار لا سيما أن القوى الإقليمية والدولية ظلت تراقب مجريات الحوار في السودان، وبعد أن تعثرت المفاوضات بين الحكومة وقطاع الشمال اتجهت تلك القوى إلى خلق منابر أخرى برعاية إقليمية ودولية، وسارع مجلس السلم والأمن والأفريقي بإصدار القرار 456 والذي من ضمن بنوده الدعوة إلى مؤتمر تحضيري لانطلاق مؤتمر دستوري جامع، ضغوط دولية ويبدو أن تحالف قوى الإجماع أبدى بعض المرونة في مواقفه للتعاطي مع الموقف الدولي والإقليمي الأخير تجاه مسألة الحوار في السودان، وحسبما يرجح مراقبون تعرض قيادات التحالف إلى ضغوط خارجية جعلتها تقدم تنازلات وترضخ للجلوس والتفاوض مع النظام، لكن جادين نفي – بشدة – تعرضهم إلى أية ضغوط خارجية، وأضاف (فيما يبدو أن الحكومة هي التي تعرضت إلى تلك الضغوطات بعد تعثر المفاوضات مع قطاع الشمال والحوار الوطني عبر آلية 7+7)، واستدل بأن الحكومة الألمانية أرسلت وفداً إلى السودان يحمل مخرجات مؤتمر برلين عقب تسليمنا بنود الإعلان للخارجية الألمانية). وقال : كنا نتوقع اعتقال الموقعين على الإعلان فور نزولهم المطار لكن ذلك لم يحدث بل أعلنت الحكومة مباركتها للإعلان قبل وصول وفد المعارضة إلى الخرطوم. نقلاً عن صحيفة التيار 31/3/2015م