بدأت صباح أمس الانتخابات التشريعية والرئاسية في السودان، وهي أول انتخابات عامة تجرى في البلاد منذ انفصال الجنوب في عام 2011، وذلك بمشاركة 44 حزبا من بين 88 يمثلون اتجاهات سياسية مختلفة. وفي تصريحات صحفية أكد الدكتور محمد مختار الأصم رئيس مفوضية الانتخابات أن عدد المراقبين الدوليين بلغ 220 مراقبا، يمثلون إحدى عشرة دولة و(25) منظمة.. ووصلت أمس بعثة مفوضية الاتحاد الإفريقي إلى السودان، للمشاركة في مراقبة الانتخابات، برئاسة اولو سيجون اوباسانجو، الرئيس النيجيري الأسبق. وأشار اوباسانجو في تصريحات صحفية عقب وصوله مطار الخرطوم، إلى أهمية الانتخابات في العملية الديمقراطية، مضيفا أن مراقبتهم للانتخابات «تعتمد على المؤسسات التي تكونها الدولة المعنية لضمان النزاهة والشفافية والمصداقية لسير الانتخابات والعملية الديمقراطية»، حسبما نقلت «وكالة السودان للأنباء». وخلال اليوم الأول للاقتراع الذي قرر مجلس الوزراء السوداني اعتباره عطلة رسمية حتى يتمكن المواطنون من الإدلاء بأصواتهم، تفاوتت نسبة الإقبال ما بين ضعيفة ومتوسطة بمراكز متفرقة في أنحاء البلاد. بينما تأخرت العملية (تعطلت مؤقتا) في عدد من المراكز وسط البلاد. وفي العاصمة الخرطوم نشطت وسط الأحياء حملات التعبئة الخاصة بالحزب الحاكم حيث وفرت سيارات لحشد أنصاره وسط غياب شبه تام لأي حملات مناوئة من فصائل المعارضة الرئيسية التي تقاطع العملية. ومن بين 9 مراكز طاف عليها مراسلو الأناضول بالعاصمة فإن الإقبال كان محدودا في 4 منها مقابل 5 مراكز شهدت مستويات إقبال ملحوظة. وفي مركز مدرسة بدر الكبرى كان الإقبال خصوصا في أوساط النساء، وكذلك في مركز الحارة 29 بحي الثورة، بينما خلا مركز الاقتراع عندما وصله مراسل الأناضول في مدرسة النور خضر بحي الديم وسط الخرطوم. وفي مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور (غرب) تواصلت عملية الاقتراع وسط إجراءات أمنية مشددة، شهدت مراكز الاقتراع إقبالا ما بين ضعيف ومتوسط في مراكز أخرى غلبت عليها المشاركة النسائية أيضا ونشطت لجان التعبئة الخاصة بحزب المؤتمر الوطني الحاكم وحملات أخرى خاصة بمرشحين مستقلين ومن أحزاب مشاركة في العملية. وكان ضعف المشاركة ظاهرا في مركزي حي الرياض وحي السلام وكلاهما شمال المدينة فيما لم تشهد العملية في كل بلديات الولاية مشاكل عطلت سيرها وفقا لمراسل الأناضول هناك. وبحسب مراسل الأناضول في مدينة الفاشر أكبر مدن إقليم دارفور المضطرب غربي البلاد، لم يكن إقبال الناخبين على التصويت كبيراً كما كان متوقعاً، خلال الساعات الماضية من بدء الاقتراع. وشهدت مراكز التصويت في المدينة، إقبالا متفاوتا، وسط توقعات بتزايد إقبال الناخبين في المساء. ونصب أنصار حزب المؤتمر الوطني الحاكم، خيمة خارج مركز الاقتراع لاستقبال الناخبين، بجانب توقف سيارات لترحيل الناخبين من داخل الأحياء، للإدلاء بأصواتهم، مع غياب أي حملات لفصائل المعارضة الداعية لمقاطعة الانتخابات. وفي ولاية الجزيرة (وسط) تأخرت عملية الاقتراع في 15 مركزا بسبب أخطاء في توزيع سجلات الناخبين وفقا لما قاله رئيس اللجنة العليا للانتخابات بالولاية، دفع الله إلياس، لوكالة الأناضول. وبحسب المفوضية القومية للانتخابات، فإنه دُعِيَ 13.6 مليون سوداني من أصحاب حق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في أكثر من 10 آلاف مركز اقتراع تنتشر في أنحاء البلاد لانتخاب رئيس جديد للبلاد ونواب البرلمان والمجالس التشريعية (الإقليمية) في الولايات. المصدر: الوطن القطرية 14/4/2015م