قال فاروق أبو عيسى: اشتم رائحة انتفاضة شعبية!.. عندما يبلغ الإنسان 82 عاماً تضعف قواه بما في ذلك حاسة الشم فتختلط عليه بعض الروائح..لكن أن تظل رائحة "فسيخ" عالقة بجيوب أبو عيسى الأنفية وتطلع في رأسه تهيؤات بأنه يشتم رائحة انتفاضة شعبية.. هذا يستوجب عرضه على أخصائي أذن وأنف وحنجرة. كان أبو عيسى يتحدث في تجمع فاشل للمعارضة حضره عدد قليل جداً بعد فشل محاولات أخرى كثيرة لحشد الجمهور قاطعها الناس.. وهذا الجو كفيل بجعل أبو عيسى يشتم روائح خيبتهم وعجزهم وفشلهم الجماهيري الكبير.. أما الانتفاضة الشعبية "قدحة توم" لن يشمها أبو عيسى أو أي مناخير معارضة أخرى. ليس أمام المعارضة إلا الحوار مع الحكومة القادمة وبدون شروط.. وبدون زعل كما قال الشاعر الغنائي : ياخي فاوضني بلا زعل. الزمن ليس في صالح أحزاب المعارضة خاصة حزب الأمة القومي ولسان حاله يردد أغنية أحمد المصطفى : أيام بتمر وراها ليالي سقتني المر وأبت تصفالي. الصادق المهدي نصف قرن من الزمن وهو رئيس الحزب.. عندما احتفل بوصوله إلى أعتاب الثمانين وزع أملاكه المالية والعقارية ولم يوزع أملاكه الرئاسية والأمامية.. يبقى لحين السداد.. سداد أمانة الروح إلى بارئها.. نتمنى له طول العمر بعيداً عن ساس يسوس. لا علاقة للقرود بالصحافة أو الجامعة أو حي النزهة وغيرها من الأماكن في الخرطوم إلا أن يكون وجودها الغريب خبراً في الصحف يجذب الاهتمام جانبه الطريف دون أن يسأل احد: من أين أتت؟ وكيف أتت؟ ولماذا أتت؟ ومن أتى بها؟ وماذا يقصد؟ عشنا عمرنا كله في ولاية الخرطوم لم نشاهد القرود الا داخل الأقفاص في حديقة الحيوان التي احتل مكانها الآن فندق كورنثينا.. أو في التلفزيون والسينما خاصة أفلام طرزان والنجمة القردية المشهورة "شيتا". كنا أطفالاً علاقتنا مع القرود طيبة طالما هي محتجزة خلف الأسلاك في الحديقة.. نتفرج عليها تتقافز وتنطط ونطعمها الفول المدمس ونندهش عندما تقشر التسالي بأسنانها مثل البني آدم ونلاطفها بترديد عبارة"كوكو حليمة جزيمة قديمة".. لكن العلاقة ساءت الآن عندما أصبحت القرود طليقة وجائعة وغير معروف أصلها من فصلها. هذه البلاد حاميها الله تعالى فالقرود مصدر ناقل لأخطر الأمراض..وعلى ولاية الخرطوم مكافحتها برصدها وإحصائها وإبعادها بالتي هي أحسن أو شن الحرب عليها قبل أن تتكاثر بالولادة. نقلاً عن صحيفة الصحافة 14/4/2015م