أمس الأول..وأمس، تتحدث الأخبار عن قطاع الشمال في الحركة الشعبية. يومان أهم الأخبار فيهما عن قطاع الشمال.. وأمس الأول كانت الأخبار تقول بأن يوغندا تقدم الدعم لقطاع الشمال في الحركة الشعبية بسخاء.. دبابات وراجمات وذخيرة.. والدعم الذي يأتي من يوغندا ويتدفق على الحركة الشعبية.. فإنه من الطبيعي أن يتدفق على"القطاعين" فيها. على قطاع الجنوب الذي يحكم جنوب السودان من جوبا ويواجه التمرد المنشق بقيادة رياك مشار وكبار قادة النوير. وعلى "قطاع الشمال" يتدفق الدعم اليوغندي أيضاً وقواته التي قائدها الأعلى سلفاكير تخوض حرب استئناف التمرد بعد انفصال جنوب السودان. فواشنطن تريد استئنافها طبعاً.. وكذلك إسرائيل وبالطبع يوغندا وقادة الحركة الشعبية "قطاع الجنوب".. وحركات دارفور المتمردة التي تريد من الحركة الشعبية الاستفادة لكنها ترفض القيادة.. أي ترفض أن يوجهها عقار والحلو أين ما شاءت خطط قطاع الشمال ويوغندا الآن تتولى الحرب بالنسبة الأكبر على تمرد مشار في جنوب السودان.. وبدعم كامل ومتنوع للحركة الشعبية طبعاً التي تحولت إلى "الحركة القبلية".. فبعد سقوط الأبرياء من النوير والقبائل الأخرى ضحايا برصاص سلفاكير وموسيفيني الرئيس اليوغندي لا يمكن بالمنطق أن يستمر اسم "الحركة الشعبية" دعك من استمرار عبارة "لتحرير السودان" المقرونة به.. فالتحرير هناك أو هنا اتضح انه "تحرير أمريكي صهيوني يوغندي".. لفتح السودان كله شماله وجنوبه لنفوذ هذا الثلاثي العدواني والقابلية لدى الحلو وعقار وعرمان للتعامل مع هذا الثلاثي العدواني تأتي من باب إنهم ما عادوا مسلمين.. فقد قال عقار ذات مرة إنه يعبد جبلاً في ولاية النيل الأزرق.. واعترض عرمان على افتتاح ديباجة الدستور بالبسلمة، أما الحلو فلن يكون أفضل منهما في شئ. وسوء حظ قطاع الشمال في الحركة الشعبية إنه لا يجد اعترافاً وتجاوباً في المجتمع السوداني المتدين إلا من كيانات ضعيفة مهترئة شائخة مثل الحزب الشيوعي أو مجموعات عرقية مسلحة مثل المجموعات المسلحة المتمردة. الآن يخسر "قطاع الشمال" أبناء النوبة..فقد فارقه تلفون كوكو ودانيال كودي وعبد المسيح وعبد الباقي قرفة وغيرهم. النوبة أصحاب مطالب..وأصحاب إحساس بالظلم لكنهم ليسوا أصحاب قلوب قاسية ترتضي أن ينهال الرصاص والقنابل من قوات قطاع الشمالي على المواطنين الأبرياء. وأهل دارفور لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتفق عشرهم على زعيم وممثل واحد من قادة الحركات المتمردة.. بل ولا واحد على عشرين "1/20) سواء كان جبريل أو عبد الواحد أو مناوي أو غيرهم ممن يلوحون ويتظاهرون بالقوة التي يمكن أن تستخدم ضد الحكومة. فوجود الأعداء من واشنطن وإسرائيل ويوغندا يغني عن صناعة أعداء بالداخل تكون الحكومة من بينهم. بل إن المواطنين الآن في دارفور وجنوب كردفان يريدون باستمرار من الحكومة أن تحميهم من المتردين الذين تركوا وتحاشوا معسكرات الجيش ونقاط الشرطة ومسارات الدعم السريع ووجهوا أسلحتهم للمواطن البرئ الأعزل.. لقد أصبح هدف التمرد العسكري هو "المواطن". خبر أمس الأول يتحدث عن دعم يوغندا لقطاع الشمال. لكن يوغندا تدعم الحركة الشعبية طبعاً إلى درجة جعلت جنوب السودان وكأنه إقليم يوغندي.. جنوب السودان كان هو الإقليم الجنوبي في السودان وأصبح الآن هو "الإقليم الشمالي" في يوغندا بعد انتشار القوات اليوغندية فيه بحجة مساندة سلفاكير ضد تمرد مشار. إن "شمال يوغندا" الجديد يحتاج إلى انفصال من يوغندا.. إن شمال يوغندا الجديد هو جنوب السودان ودولة الحركة الشعبية "النيفاشية" كانت جنوب السودان وأصبحت الآن "شمال" يوغندا أليس من الأفضل أن تسمى "شمال يوغندا"؟! إن ارتباطها بيوغندا اكبر وأقوى من ارتباطها بالسودان فلماذا اسم "جنوب السودان"؟! وآخر كلام لسلفاكير إنه مع التسوية السلمية لحل المشكلة في "الجنوب".. وهذا يمكن أن يكون معناه أن توفر كل الطاقات والجهود في جنوب السودان ويوغندا لدعم "قطاع الشمال" الذي فشل في تخريب الانتخابات رغم الدعم اليوغندي السخي مؤخراً. إن ملامح هذه "التسوية" هي إعادة توحيد الجيش الشعبي واستمرار وجود يوغندا العسكري واستمرار الدعم اليوغندي للحركة الشعبية بشقيها "قطاع الجنوب" و"قطاع الشمال" حتى تنكسر الخرطوم التي لم تنكسر قبل عام 2002م لكن الخزينة تأثرت بالعقوبات.. والعقوبات الأمريكية هي التي قادت إلى "نيفاشا" وإلى "الانفصال".. لأنها سيطرت على فاتورة الحرب.. وعزاء السودان في هذا هو حسم مشكلة الجنوب وتحول ديمقراطي بعد تآكل الحزبين الكبيرين الأمة والاتحادي لصالح سيد الساحة السياسية الجديد "المؤتمر الوطني". نقلاً عن صحيفة الانتباهة 22/4/2015م